باحثون يبتكرون جهاز ألماس صغير لتشخيص سرطان الثدي المنتشر

2 د للقراءة
2 د للقراءة
باحثون يبتكرون جهاز ألماس صغير لتشخيص سرطان الثدي المنتشر

صراحة نيوز – طور باحثون من جامعة وارويك في المملكة المتحدة جهازًا مبتكرًا يعتمد على خصائص الألماس لتشخيص سرطان الثدي المنتشر، ويتميز هذا الجهاز بحساسية فائقة، وحجمه الصغير الذي يسمح بحمله باليد، ما يوفر حلاً متطورًا لتحدٍ شائع يواجهه جراحو السرطان.

ويعمل الجهاز عن طريق مستشعر المجال المغناطيسي المركب على الألماس، الذي يكشف سائل تتبع مغناطيسي (جسيمات أكسيد الحديد النانوية) يُحقن أثناء أو قبل الجراحة في الورم. يتحرك السائل مع خلايا السرطان المنتشرة إلى الغدد الليمفاوية، ويتيح المستشعر تحديد موقع هذه الغدد بدقة، لتوجيه الجراح في إزالة الغدد المصابة ومنع انتشار السرطان.

ووفقًا للبحث المنشور في مجلة المراجعة الفيزيائية التطبيقية (Physical Review Applied) في 12 أغسطس الجاري، فإن انتشار خلايا الورم إلى أعضاء أخرى يحدث غالبًا عبر العقد الليمفاوية، ويجعل تشخيص المرض أكثر صعوبة. ويعد تقييم ما إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة في العقد الليمفاوية معيارًا أساسيًا للكشف عن النقائل وتحديد مسار العلاج.

وقال أليكس نيومان، الباحث المشارك وطالب الدكتوراه في قسم الفيزياء بجامعة وارويك: “هناك طلب حقيقي على وسائل متعددة الاستخدامات وغير سامة للكشف عن السرطان. تمكنا من تصغير حجم رأس المستشعر إلى 10 ملم فقط، ما يجعله صغيرًا بما يكفي للاستخدام بالمنظار، وحساسًا للغاية بحيث يمكنه اكتشاف جزء من مئة من الجرعة السريرية الكاملة لسائل التتبع المغناطيسي.”

وأضاف البروفيسور جافين مورلي، كبير الباحثين وقائد المجموعة: “يمكن للماس استشعار المجالات المغناطيسية بفضل مراكز اللون في الماسة، وهي مراكز شغور النيتروجين، التي تتيح اكتشاف تغييرات طفيفة جدًا في المجال المغناطيسي، ويتميز الماس أيضًا بلونه الوردي الجميل.”

ويعتبر تصميم الجهاز المدمج باستخدام ماسة صغيرة ومغناطيس دائم على رأس المجس، ابتكارًا مهمًا، إذ يلغي الحاجة إلى إلكترونيات ضخمة، ويسمح باستخدام أداة يدوية متعددة الاستخدامات.

وتجدر الإشارة إلى أن الطرق التقليدية لتتبع السرطان تعتمد على تقنيات إشعاعية أو أصباغ زرقاء، وهي أقل أمانًا وأقل توافرًا في المستشفيات، إذ تتطلب احتياطات خاصة عند التعامل مع المواد المشعة، أو قد تسبب تحسسًا لدى بعض المرضى.

ويأمل الباحثون أن يتيح هذا الابتكار تحسين تشخيص سرطان الثدي المنتشر وتسهيل التدخل الجراحي بدقة أكبر، ما يساهم في الحد من النقائل السرطانية وتحسين فرص الشفاء للمرضى.

Share This Article