الكرمي تؤكد أن الدولة الواحدة الديمقراطية هي الحل الواقعي للقضية الفلسطينية

3 د للقراءة
3 د للقراءة
الكرمي تؤكد أن الدولة الواحدة الديمقراطية هي الحل الواقعي للقضية الفلسطينية

صراحة نيوز -قدمت الطبيبة والكاتبة والناشطة السياسية د. غادة الكرمي، خلال ندوة بعنوان “فلسطين بين حل الدولتين وحل الدولة الواحدة”، قراءة شاملة للمشهد الفلسطيني الراهن، مؤكدة أن الخيار الواقعي الوحيد هو إقامة دولة واحدة ديمقراطية على أساس المساواة والمواطنة، بلا صهيونية أو تمييز، تسمح بعودة اللاجئين وتكفل حرية المعتقد.

افتتح الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن الأمسية، مشيدًا بسيرة الكرمي ومكانتها كصوت فلسطيني بارز في الغرب، جمع بين الطب والأدب والنشاط السياسي، واصفًا إياها بالمثقف الملتزم الذي حمل القضية الفلسطينية إلى المنابر الدولية دون أن تلهيه مغريات المنفى. وأشار إلى أصولها العريقة في العلم والثقافة، كونها ابنة العلامة حسن الكرمي وعمها الشاعر الكبير أبا سلمى، وحاصلة على العديد من الأوسمة والتكريمات.

خلال الندوة التي استضافها منتدى العصرية الثقافي مساء الأربعاء، قدّمت الكرمي لوحة فكرية فصّلت الواقع الفلسطيني بين الدمار والأمل، مستعرضة الخذلان العربي، والواقع الاستعماري الإسرائيلي الذي حول الحلم الوطني إلى وهم سياسي. وأوضحت الفروقات بين المواقف الشعبية والحكومية في الغرب بعد “طوفان الأقصى”، حيث أظهرت الشعوب الأوروبية تعاطفًا واسعًا مع القضية الفلسطينية، بينما تظل الحكومات محكومة بتحالفاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وشددت الكرمي على أن الإعلام الغربي يضيق المجال أمام الرواية الفلسطينية، وأن أي محاولة لتقديم سرد مغاير تُواجه بصعوبات جمة، لكنها أكدت أن التضامن الشعبي يظل قويًا، مدعومًا بوسائل التواصل الاجتماعي التي تجعل الكلمة الفلسطينية أكثر صلابة أمام الرقابة.

وفي تقييمها للوضع الداخلي الإسرائيلي، توقعت الكرمي انفجارات وانتفاضات، وارتفاع الهجرة المعاكسة لليهود الغربيين مزدوجي الجنسية، مما سيخلق واقعًا ثنائي القومية في البلاد، بينما تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين. وأكدت أن المقاطعة الاقتصادية تظل سلاحًا فعالًا، في حين يظل الإعلام العربي أسيرًا للأنظمة ومحدود التأثير.

وعرجت الكرمي على تجربتها الشخصية منذ ميلادها في القدس عام 1939، وتهجيرها مع أسرتها إلى بريطانيا عام النكبة، حيث تخرجت في الطب وتخصصت في تاريخ الطب العربي والدراسات الفلسطينية، وعملت في جامعات مرموقة مثل ليدز وإكزتر، وكتبت في الصحف الغربية وصدرت لها عدة كتب بالإنجليزية عن فلسطين، ما منحها مكانة متميزة كأحد أبرز الأصوات الفلسطينية في الإعلام الغربي.

واختتمت الأمسية برسالة حاسمة: لا حل لفلسطين في ظل الاستيطان المتفاقم، ولا تسوية مع صهيونية متغوّلة، ولا خلاص إلا بدولة مشتركة تنهض على أنقاض الوهم الصهيوني، واقع مؤجل لكنه حتمي وفق تقديرها.

 

الكرمي تؤكد أن الدولة الواحدة الديمقراطية هي الحل الواقعي للقضية الفلسطينية الكرمي تؤكد أن الدولة الواحدة الديمقراطية هي الحل الواقعي للقضية الفلسطينية

Share This Article