الشباب بين الهوية الوطنية والمواطنة الرقمية

2 د للقراءة
2 د للقراءة
الشباب بين الهوية الوطنية والمواطنة الرقمية

صراحة نيوز- جهاد مساعده

الشباب الأردني هم وريد هذا الوطن النابض، وذخيرته التي لا تنفد، وهم الذين إن اعتدلوا استقام البناء، وإن ضعفوا اضطرب الأساس. فهم عماد الحاضر، ورجاء المستقبل، وعليهم تُناط أمانة الأرض، وصورة الوطن في كل ميدان.

 

والهوية الوطنية التي نرثها جيلًا بعد جيل، ليست راية تُرفع فحسب، ولا شعارًا يُتلى على الألسنة، بل هي سيرة مكتوبة بالدم والتضحية، وصوتٌ متوارث في القلوب، وإرثٌ من ولاءٍ لم يلن، وانتماءٍ لم يَخْبُ. هي العقد الذي يجمعنا على مبدأ واحد، والميثاق الذي يردّد فينا أن الأردن هو الغاية كما هو البداية.

 

وإذا عادت خدمة العلم اليوم، فإنها لا تعود كواجبٍ عابر، بل كصوت التاريخ يذكّر أن الوطنية فعل لا يختصر في قول، وأن الانتماء برهان لا يظهر إلا في ميدان. هي مدرسة للوطنية والانضباط، تغرس في الشباب روح البذل والتكاتف، وتعلّمهم أن الدفاع عن الوطن يبدأ بالوعي، وأن الحماية مسؤولية يشترك فيها الجميع، كلٌّ على قدر موقعه ومقامه.

ولم يعد الوطن يُختبر في الميدان وحده، بل امتدت ساحاته إلى الفضاء الرقمي، حيث الكلمة سهم، والصورة راية، والخبر معركة. هناك تتجلى المواطنة الرقمية، فيصبح الشاب سفير وطنه أمام العالم: تغريدته شهادة، ومنشوره رسالة، وصمته أحيانًا موقف. وكما يحرس الجندي الأرض بسلاحه، يحرس الشاب وطنه بوعيه الرقمي، فيصدّ الشائعة، ويفضح التضليل، ويُظهر الأردن كما هو: موئل الكرامة، وموطن الأمان.

 

وهكذا تتكامل الهوية وخدمة العلم والمواطنة الرقمية تكامل الجذر والساق والفرع؛ فالهوية أصل، وخدمة العلم غرس، والمواطنة الرقمية امتداد. ومن أضاع حلقة أضعف السلسلة، ومن أمسك بها جميعًا استقام له المعنى، واكتمل له الانتماء.

 

أيها الشباب الأردني، إن وطنكم يناديكم في كل ميدان: في ميادين التدريب بخدمة العلم، وفي فضاءات الكلمة بالمواطنة الرقمية. فكونوا كما كان الأجداد: أوفياء في الولاء، صادقين في العهد، وليشهد العالم أن الأردن باقٍ قويًا، عصيًّا على التزييف، شامخًا بأبنائه المخلصين.

Share This Article