صراحة نيوز- بدأت بعض وحدات الحرس الوطني، التي تقوم بدوريات في العاصمة الأمريكية واشنطن، بحمل أسلحة نارية، تنفيذًا لتوجيه صدر مؤخرًا عن وزارة الدفاع بأمر من الرئيس السابق دونالد ترامب. هذه الخطوة تمثل تصعيدًا في الانتشار العسكري الفيدرالي في المدينة.
ووفقًا لمسؤول في وزارة الدفاع – لم يُصرح له بالتحدث علنًا – فقد تم تسليح بعض الوحدات بمسدسات وأخرى ببنادق، مشيرًا إلى أن جميع العناصر خضعت لتدريبات خاصة وتعمل ضمن قواعد صارمة لاستخدام القوة. وأكدت فرقة العمل المشتركة أن حمل السلاح بدأ يوم الأحد، على أن يُستخدم فقط كخيار أخير، وفي حالات وجود تهديد وشيك بالموت أو الإصابة الخطيرة.
المسؤول أوضح أن القوات التي تنفذ مهام دوريات أمنية ستكون مسلحة، في حين سيبقى من يعمل في النقل أو الإدارة غير مسلح في الغالب. هذا التوسع في الوجود العسكري أثار احتجاجات متفرقة من السكان المحليين، الذين وصف بعضهم الخطوة بأنها استعراض مفرط للقوة.
التحرك يأتي في إطار حملة أوسع من ترامب لتجاوز سلطات الحكومات المحلية، حيث يدرس توسيع الانتشار العسكري ليشمل مدنًا كبرى ذات قيادة ديمقراطية مثل شيكاغو وبالتيمور ونيويورك. وفي سياق متصل، رفض ترامب عرضًا من حاكم ولاية ماريلاند، ويس مور، لمرافقته في جولة ببالتيمور، مفضّلًا بدلًا من ذلك “إرسال القوات”، بحسب تعبيره.
مور، وهو ديمقراطي، هاجم خطوات ترامب، واصفًا إياها باستعراض غير مسبوق للقوة الفيدرالية، واتهمه بنشر معلومات مضللة عن أوضاع الجريمة في ولايته. وأشار إلى أن بالتيمور شهدت انخفاضًا في معدلات الجرائم العنيفة، مسجلة 200 جريمة قتل العام الماضي، بانخفاض 24% عن العام السابق.
وفي منشور على منصة “Truth Social”، انتقد ترامب أداء ويس مور، وهدد بتكرار سيناريو نشر الحرس الوطني كما حدث في لوس أنجلوس، رغم اعتراض حاكم كاليفورنيا حينها. كما أشار إلى احتمالية إرسال قوات إلى شيكاغو ونيويورك، ما قوبل بردود فعل غاضبة من قادة محليين.
في واشنطن، وعلى الرغم من أن معدلات العنف في أدنى مستوياتها منذ أكثر من 30 عامًا، استمرت الاحتجاجات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما سُجلت مظاهر انتشار كثيف للحرس الوطني في الشوارع. وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي توثق حالات اعتقال واحتجاز.
كما قوبلت تصريحات ترامب، التي وصف فيها بعض المدن ذات الأغلبية السكانية من الأقليات بأنها “قذرة وخطيرة”، بانتقادات واسعة، واعتُبرت ذات طابع عنصري وتمييزي. وأشار الواعظ آل شاربتون إلى أن نشر القوات في واشنطن “ليس بسبب الجريمة، بل لاستهداف السود”، داعيًا لاعتبار ذلك قضية حقوق مدنية.
من جانبه، رفض حاكم إلينوي، جيه بي بريتزكر، أي مبرر لنشر الحرس في شيكاغو، متهمًا ترامب بمحاولة خلق أزمة وهمية وتسييس القوات المسلحة. كما هاجم عمدة شيكاغو براندون جونسون الخطوة، مؤكدًا أن المدينة “لن تقبل بالاحتلال العسكري”، ولوّح بالتصعيد القانوني.