صراحة نيوز- أعادت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تسليط الضوء على كمين بيت حانون المعقد، الذي نُفذ في يوليو/تموز الماضي، وذلك بعد بث مشاهد توثّق تفاصيله، في وقت تتجه فيه حكومة بنيامين نتنياهو نحو تنفيذ خطة لاحتلال مدينة غزة.
الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أوضح أن الكمين تم تنفيذه ليلاً، بينما جرى تجهيز العبوات الناسفة في وضح النهار، على بعد 1.5 كيلومتر فقط من السياج الفاصل. وأضاف أن العملية استندت إلى مراقبة دقيقة لتحركات قوات الاحتلال اليومية، ما يشير إلى وجود دراسة ميدانية مسبقة استمرت أسابيع قبل تنفيذ الهجوم.
وأشار الدويري إلى أن كتائب القسام زرعت العبوتين الناسفتين في موقعين دقيقين، بهدف إيقاع القوات الإسرائيلية في فخ محكم، بغض النظر عن المسار الذي ستسلكه. واعتبر ذلك دليلاً على ذكاء تخطيطي عالٍ لدى المقاومة.
كما لفت إلى أن القسام أجرت تدريبات تحاكي طبيعة المنطقة المستهدفة، باستخدام ما يُعرف بـ”الطاولة الرملية”، وهي أداة عسكرية تُستخدم في التخطيط العملياتي، حيث يجتمع القادة العسكريون حول مجسم يحاكي تضاريس الميدان لوضع الإستراتيجيات والتكتيكات اللازمة.
وأكد الدويري أن الجيش الإسرائيلي، رغم خبرته المتراكمة خلال 22 شهرًا من الحرب، لم يتمكن من تحقيق إنجازات إستراتيجية تُذكر، على الرغم من دراسته لتكتيكات المقاومة. وأشار إلى أن قوات الاحتلال واجهت منذ دخولها بلدة بيت حانون -في الأيام الأولى من التوغل البري أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023– سلسلة من الكمائن المحكمة، بعضها استهدف خطف جنود وأخرى طالت ضباطًا.
ورأى أن استمرار القتال في بيت حانون، رغم كونها منطقة زراعية مفتوحة وليست ذات طابع عمراني، يعني أن التحديات ستكون أكبر في حال توغل الجيش نحو المناطق السكنية داخل قطاع غزة.
واختتم الدويري بالإشارة إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، سيضطر إلى الربط بين كمين بيت حانون والهجوم الأخير الذي نفذته القسام في جنوب شرق خان يونس، معتبرًا أن تكرار مثل هذه العمليات النوعية -حتى ثلاث أو أربع مرات- قد يدفع إسرائيل إلى وقف هجومها البري.
الجدير بالذكر أن كمين بيت حانون أسفر عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة نحو 20 آخرين، ويُعد من أبرز وأدق الكمائن التي نفذتها المقاومة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
