قصة .. وعبرة .. عن أمريكي سُلِبت أرضه

6 د للقراءة
6 د للقراءة
قصة .. وعبرة .. عن أمريكي سُلِبت أرضه

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة

القراء الكرام ، حُبّ التملك غريزة إنسانية فطرية . وشعور الملكية شيء عظيم ، يدغدغ مشاعر ربما تكون راكدة ، او مستترة ، او غير ظاهرة ، يُظهرها التملك ، او نزع المُلكية بالتسلط . حيث ان شعور الإنسان بالتملك يشعره بقيمتة ، وقدرته ، كما يشعره بقيمة وجوده .

المُلكية ، والشعور بالتلمك شيء عظيم ، يصعب وصفه . حقوق الملكية تعني حق استعمال الشيء واستغلاله والتصرف فيه والاستئثار به ، وذلك باستعماله ، واستغلاله ، والتصرف فيه في حدود القانون . ومعنى مصطلح التملك : ( الحيازة بطريق مشروع مع الانفراد بالتصرف ) .

أما التملّك القسري بالإحتلال ، بتملّك أرض الغير بطريقة غير مشروعة ، يعني : ( ملكها قهراً ، وغصباً ، وعنوة ، بالإستيلاء عليها ) .

وحب التملك والاستحواذ : هو حالة نفسية تتسم برغبة قوية في الامتلاك والسيطرة . وأصل التملك هو وجه المدخل الى العقار ويكون اما بالشراء ، او الهبة ، او الإرث ، او غيرهما مما يُكسِب الملكية .

حبُّ تملك الأرض لدى الانسان هو سلوك فطري يتعلق بالحاجة الى الاستقرار والانتماء ، وهو ما يرتبط بالحس بالامان والمستقبل ، وهذا الميل يعتبر طبيعياً .

ما ذُكر اعلاه يعتبر مقدمة ، لقصة سوف أسردها عليكم ، كما وصلتني حرفياً :— [[ سائق البلدوزر الأمريكي / مارفن هايمير ، عمره ( ٥٣ ) سنة ، تمت مصادرة أرضه ، نتيجة نزاع على تقسيم الأراضي من قبل بلدية ( غرانبي ) في ولاية كولورادو الأمريكية ، وتم منحها لرجل أعمال أنشأ عليها مصنعاً للخرسانة ، أمام منزله ، وتسبب في إغلاق ورشته للحام وهي مصدر رزقه .
حاول / مارفن ، بشتى الطرق القانونية إسترجاع أرضه ، لكن دون نتيجة . بسبب ان رجل الأعمال مقرّب من عمدة البلدية ، وصديق لقاضي البلدة .
عندها قام / مارفن ببيع جميع ممتلكاته ، واشترى بلدوزر ضخم ، وحصّنه بالفولاذ ، وزوده بأسلحة نارية .
وبعد ذلك قام في عام ٢٠٠٤ ، بتدمير ( ١٣ ) مبنى في البلدة ، منها المصنع ، ومنزل القاضي ، الذي أمر بمصادرة أرضه ، ومبنى الشرطة ، ومنزل عمدة البلدية ، ومحله التجاري ، وأخيراً مبنى البلدية . حيث علِق هناك ، ولما حاصرته الشرطة ، إنتحر ، وتسبب بخسائر مادية لهم تقدر بحوالي ( ٧ ) ملايين دولار .
الخلاصة :— الظُلم من أشد الأمور إيلاماً للنفس البشرية ، وهو من الصفات المذمومة ، التي نهت عنها كل الديانات .
” لا تظلمن إذا كنت مقتدراً / فالظلم آخره يأتيك بالندمِ ” ]] . إنتهى الإقتباس .

لا أظن أنني بحاجة الى تعليق عميق وتفصيلي ، لأن تفاصيل القصة تتحدث عن عمق دلالة الظلم ، وقدسية الملكية عامة والأرض خاصة .

راجياً من القراء الكرام ، وضع أنفسهم مكان الأمريكي / مارفن لو حصل معه نفس ما حصل مع مارفن . طبعاً من المؤكد ان ردة الفعل ستختلف من شخص لآخر ، لكن ألا يتساوى معه في القهر كحدٍ أدنى ؟

كما أرجو ان يتخيل أي واحدٍ منّا ، لو ان عدواً داهمه في بيته ، وبقوته وسطوته ، وجبروته ، وغطرسته أخرجه من بيته واستولى عليه ، وانتقل اليه ، واصبح مُلكه بالقوة ، والإغتصاب ، هل يُسلّم بيته ، ويستسلم ، ويخرج منه ويغادره !؟ وإذا حصل وخرج ، هل يكون مطأطأ الرأس ، ام مرفوع الهامة ، ومنتشياً بنذالته وخِسته وخسارته لبيته ، وسكنه — راجياً التفكر بكلمة سكن — وهل يغادر دون ان يلتفت الى الوراء !؟

الأمريكي / مارفن ، إنتصر لأرضه ، التي خسرها إغتصاباً ، ولينتصر لها باع كل ما يملك ، واشترى البلدوزر ، وحصّنه ، وسلّحه ، لينتقم ، وتوّج تضحيته بالإنتحار قهراً ، ثمناً لأرضه ، رافضاً العيش وهو يرى أرضه مغتصبة أمامه فيموت قهراً وحسرة في كل ثانية . من يضع نفسه بمكان الأمريكي / مارفن ، او الشعب الفلسطيني ويمر بما مرّوا به ، بالقطع سينتصر لهم .

سُئِل الصهيوني / عامي آيلون ، الرئيس السابق لجهاز الإستخبارات الداخلية / الشاباك : لو كنت فلسطينياً وتعيش في الضفة الغربية وغزة ، كيف ستكون نظرتك الى إسرائيل ؟ قال : لو كنت فلسطينياً سأقاتل ضد إسرائيل ، من أجلِ ان أحصل على حريتي . وسُئِل : كيف ستقاتل ؟ والى أي حدٍ من القذارة ؟ وأجاب : بأنه سيفعل كل شيء حتى يحصل على حريته ، وهذا كل شيء . وسُئل : ما قوة بن غفير وسموتريتش ؟ وما رأيك فيهما ؟ وأجاب : بأنه يراهما إرهابيين . وسُئل : هل تصف وزير الأمن القومي ، ووزير المالية في إسرائيل بانهما إرهابيين ؟ وأجاب : بالطبع لأنهما كذلك .

وينكرون على الشعب الفلسطيني مقاومته لتحرير أرضه !؟ اللهم إحفظ وطني الأردن خاصة والأقطار العربية عامة مما يكيده أعداء الأمة العربية .

Share This Article