صراحة نيوز-أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، خلال استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس، أن أوروبا مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا فور توقيع اتفاق سلام ينهي الحرب المندلعة منذ الغزو الروسي عام 2022.
وقال ماكرون عشية استضافة قمة لقادة الاتحاد الأوروبي: “نحن الأوروبيون مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا والأوكرانيين فور توقيع اتفاق سلام”، مشيرًا إلى أن تفاصيل هذه الضمانات “سرية جدًا”، لكن التحضيرات اكتملت خلال اجتماع وزراء الدفاع الأوروبيين الأخير.
في المقابل، شدد زيلينسكي على أنه لا يرى أي مؤشرات من جانب روسيا تدل على رغبتها في وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، مضيفًا: “للأسف لم نرَ بعد مؤشرات من جانب روسيا تظهر أنها ترغب في وضع حد للحرب”. وأعرب عن ثقته بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستواصل دعم كييف من خلال “زيادة الضغط على روسيا للتقدم نحو حل دبلوماسي”.
وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت، الثلاثاء، أن القادة الأوروبيين سيؤكدون خلال اجتماعهم في الإليزيه وعبر الفيديو الخميس، جاهزيتهم لمنح أوكرانيا ضمانات أمنية، في انتظار دعم ملموس من الولايات المتحدة. ونقل مستشار للرئيس الفرنسي أن الرسالة الأساسية التي ستصدر هي أن الأوروبيين “ليسوا راغبين وقادرين فقط، بل هم جاهزون”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تصدرت قضية الضمانات الأمنية الجهود الدبلوماسية الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، لإيجاد مخرج للنزاع. ومن المقرر أن تتركز المحادثات، التي سيترأسها ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، على بحث آليات توفير هذه الضمانات.
ويقود ماكرون وستارمر “تحالف الراغبين”، الذي يضم نحو ثلاثين دولة معظمها أوروبية، ويهدف إلى تقديم عرض جماعي قوي يحمي أوكرانيا من أي هجوم روسي محتمل مستقبلاً في حال التوصل إلى اتفاق سلام. وتطالب كييف بإنشاء قوة حفظ سلام أوروبية وضمانات دفاعية شبيهة بتلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي، في ظل عدم حسم مسألة انضمامها إلى الحلف.
في المقابل، تعتبر موسكو أن توسع الناتو قرب حدودها هو أحد “الأسباب الجذرية” للصراع الحالي، وترفض معظم المقترحات الغربية، مؤكدة ضرورة أخذ مطالبها الأمنية بعين الاعتبار.