صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة
السلطة الفلسطينية لم تكن وفيّة لقضيتها ، حيث كانت صهيونية أكثر من الصهاينة .
خدمت السلطة العدو بعد ان هيأت كل الظروف لضم الضفة على مدى ( ٣١ عاماً ) من ١٩٩٤ – ٢٠٢٥ . أدت مهمتها الخيانية للقضية التي يفترض انها المؤتمنة عليها وهي المسؤولة عنها منفردة ، هي ومنظمة التحرير الفلسطينية ، وسلمت الضفة جاهزة لضمها من قبل العدو . وبعد ذلك لم يعد لها لزوم . ولم يعد لديها ما تقدمه خدمة للعدو . بعد ان ربطت لقمة عيش غالبية ابناء الضفة الغربية برواتب وهبات وعطايا سخية . وبعد ان اعلن رئيسها انه ضد المقاومة المسلحة . وبعد ان صفى جسدياً ، او سجن في زنازين السلطة ، او دلّ العدو على المقاومين الابطال لتتم تصفيتهم —كما حصل مع ( الذيب ) / عمر ابوليلى — او تم الحكم عليهم بعشرات المؤبدات ، التزاماً بالتنسيق الأمني ، حسب اتفاقية اوسلو الخيانية للقضية . ودجّن واشترى ذمم العديدين من ابناء الضفة .
أدت السلطة دورها غير المشرِّف بتفانٍ زائد عن الحد . حتى اصبحوا صهاينة بالعمالة اكثر من الصهاينة انفسهم .
السلطة الفلسطينية الخائنة ، غير مأسوف عليكِ ، ( درب القلعة ) ، ( الدرب اللي تودي وما تجيب ) .
السلطة ، قد تتساوى في خدمتها للصهيونية مع مؤسس الحركة الصهيونية / تيودور هيرتزل .
أزلام السلطة ، قبضوا المليارات ثمناً لوطنهم . وأتخمت حساباتهم في البنوك السويسرية . واعتبروه ثمناً مجزياً ، بينما هو ثمن بخس رخيص — كما هم — مقابل الوطن الذي أضاعوه ، وأي وطن أضاعوا !؟
للأسف ان الكثيرين من الفلسطينيين والعرب يعتبرونهم مناضلين . تصوروا مناضلاً يود تحرير ارضه المغتصبة وينسق أمنياً مع عدوه !؟ هل هناك مهزلة وخيانة فاقعة ورخيصة اكثر من ذلك !؟
نضالهم الفعلي الحقيقي هو خيانة ودعم ومساندة للعدو . نضالهم الفعلي في سهراتهم الحمراء في منتجع نتانيا .
طبعاً كبار المسؤولين في السلطة لا خوف عليهم . فحساباتهم في سويسرا وغيرها متخمة بالملايين والمليارات . وكل مناطق الأثرياء في دول الغرب ستكون مرتعاً لهم ولعائلاتهم . كبار رجالات السلطة ضمنوا مستقبل أبنائهم وأحفادهم ليعيشوا حياة البذخ والثراء .
لبقاء السلطة الفلسطينية فائدة واحدة بالنسبة للأردن ، تتمثل في تاخير التهجير للأردن . والآن ها هي انتهت وانتهى دورها ، وعلى الأردن ان يستعد لتهجير ( ٧٥٠,٠٠٠ ) فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية كبداية . لأن العدو قرر تهجير كل من يحمل وثيقة أردنية ، بما يشمل جوازات سفر بدون رقم وطني ، وبطاقات اللونين الأصفر والأخضر ، الذين سيهجرهم العدو قسرياً قريباً جداً . كما سمح بالهجرة الطوعية الناعمة للأردن . وعليه سيلتئم لم الشمل في الأردن وليس الأراضي المحتلة . وبعده سيتم التهجير القسري ليس لأبناء الضفة الغربية فقط بل سيتم تهجير مليون فلسطيني من فلسطينيي ال ٤٨ ، تنفيذاً لقرار يهودية الدولة .
نفذت السلطة الفلسطينية مهمتها القذرة وانتهى دورها ، وقبضوا ثمن دورهم القذر . ومن يريد ان يعيش منهم داخل الضفة فمرحب به لكن ليس ( كمواطن ) بل ( كمقيم ) مسلوب المواطنة والحقوق .
الأشهر ، او ربما الأسابيع القريبة القادمة ستكون حبالى بخطر عظيم يهدد الأردن وجودياً .
بعد ضم الضفة سيتم احتلال كافة الأغوار غرب النهر ، وهي مهيأة للضم لأنه تم تهجير الفلسطينيين منها منذ ان طرح الرئيس/ ترامب صفقة القرن في ولايته الأولى . وفي وقت ما سيحدده العدو ، سيتم احتلال الأغوار الأردنية مع سلسلة الجبال الأردنية المطلة على الأغوار .
بعد ذلك ، وبعد نجاح التهجير الطوعي والقسري ، سيتم تنظيم انتخابات برلمانية أردنية . وسيكون غالبية أعضاء مجلس البرلمان من أصول غربي النهر . وسيكون رئيس الوزراء ، والوزارات السيادية من أصول غربي النهر .
على سوء ما جاء اعلاه ، الا انه سيكون هيناً مقابل خطورة ما يحدث بعده . حيث سيتم تهجير سكان الأردن ، بقضهم وقضيضهم ، وبمختلف أصولهم ، سواء كانوا من شرق او من غرب النهر ، الى المنطقة الصحراوية الواقعة بين حدود الأردن والعراق والسعودية . وسوف يشطب إسم الأردن وجودياً . ويسمى الوطن الجديد بدولة فلسطين المستقلة .
القادم قاتم على فلسطين والأردن . وسينجح العدو في توسيع سيطرته تدريجياً الى ان يحقق ما قرره مؤتمر بازل في سويسرا الذي عُقد عام ١٨٩٧ ( أرضكِ يا إسرائيل من الفرات الى النيل ) ، وسيتطابق الخطين الأزرقين الموجودين على عَلم الكيان مع واقع حدود الكيان .
أعتقد ان العدو لن يُسقِط السلطة بقرار ، وإنما بتجفيف منابع بقائها مثل التضييق المالي . حيث سيتركونها تنهار بذاتها . وما تأجيل بدء العام الدراسي ، بسبب عدم وجود تمويل ، الا واحداً من تلك المؤشرات .
أرى ان إسقاط السلطة أفضل من بقائها ، لانها دجنت المقاومة في الضفة الغربية ، واجهضت حتى النَفَسْ المقاوم الرافض للإحتلال لدى الفلسطينيين . حيث بدأ الغالبية بالتأثر بقناعات رئيس السلطة التي ينبذ فيها المقاومة المسلحة تحديداً .
لعل زوال السلطة يُنعش النَفَسْ المقاوم لدى الفلسطينيين في الداخل . كما قد يؤدي زوالها الى إعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية ، بحيث تمثل كافة المنظمات الفلسطينية ، وإصلاح نهجها ، وسحب الإعتراف في الكيان ، وإجراء إصلاحات جذرية في نظامها الداخلي .
ركدت مياه الثورة الفلسطينية ل ( ٣ ) ثلاثة عقود من الزمن ، وأصبحت آسنة ، واصبحت نتانتها تزكم أنوف الشرفاء . ولعل الخير يأتي مع التغيير ، وينهض الشعب الفلسطيني في الداخل ، ويتحرر من أفكار عباس الإستسلامية العفنة ، ويستذكر بدلاً منها بطولاته في الإنتفاضة البطولية الأولى ، التي لو تُرِك الأمر لقادتها — الذين تمت تصفيتهم بأيادٍ فلسطينية — الشهداء الأبطال في ذاك الزمان لتحررت فلسطين .
الأمل بالله سبحانه جلّت قدرته ، وبالشعب الفلسطيني الصامد في الداخل . والتحرير قادم ولو بالإستناد للوعد الإلهي ، وحاشا ان يُخلِف الله وعده .