أهل المغرب والأندلس ودورهم في مقاومة الغزو الصليبي للمشرق الإسلامي

2 د للقراءة
2 د للقراءة
أهل المغرب والأندلس ودورهم في مقاومة الغزو الصليبي للمشرق الإسلامي

صراحة نيوز- د. عمر ساجد مخلف
رئيس قسم التاريخ – كلية التربية
جامعة سامراء

إن الدارس لتاريخ الدولة العربية الإسلامية في العصر العباسي لا بدّ أن يتوقف عند حقبة مهمة من حقبها، وهي الحروب الصليبية، التي عاشها العالم الإسلامي قرابة قرنين من الزمن، وشغلت اهتمام الباحثين والمؤرخين، فتناولوها بالدراسة والتحليل، سواء من الرؤية الإسلامية أو من المنظور الأوروبي.

إذ اجتاح الصليبيون العالم الإسلامي بأسره، فعلى الرغم من أن حملاتهم كانت تتجه في الغالب إلى بلاد المشرق الإسلامي، فإن فكرة احتلال شمال أفريقيا لم تكن غائبة عن أذهانهم، بل بقيت حاضرة كمشروع قابل للتنفيذ.

الجدير ذكره أن المقاومة العربية الإسلامية في بلاد المشرق الإسلامي تجلت بأبهى صورها في مواجهة الحملات الصليبية؛ فتوحّدت الجبهات، وواجهت القوى الإسلامية هذا الغزو، فانتصر أهل الحق، وفشلت الحملات رغم ما حشدته من ملوك وأباطرة. وقد تكاتف أهل الأندلس والمغرب إلى جانب أهل المشرق، مدركين أن الهجوم الصليبي لم يكن موجهاً إلى فئة بعينها، بل استهدف الأمة الإسلامية جمعاء، سواء في المشرق أو في المغرب. وهذا ما دفع حكام المسلمين إلى الإيمان بضرورة الوحدة لمواجهة هذا العدو المشترك.

وشارك أهل المغرب والأندلس في مقاومة الصليبيين في المشرق الإسلامي بأعداد كبيرة، ولم تقتصر مشاركتهم على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل مجالات أخرى، كدعم الجهاد بالمال، وتقديم الخدمات الطبية، وسائر صور الدعم المتاحة. وكان من أبرز صور هذا الجهاد مساهمة المجاميع التي وصلت إلى بلاد الشام، وهو ما دفع الصليبيين إلى اتخاذ إجراءات مضادة بحقهم، من بينها فرض الضرائب، كرد فعل على اشتراكهم النشط مع أهل المشرق.

Share This Article