صراحة نيوز -قال الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تامير هايمان، إن تحقيق النصر في الحرب على قطاع غزة لن يتم عبر السيطرة العسكرية وحدها، بل يستلزم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى والدفع نحو إقامة إدارة بديلة في القطاع برعاية عربية–دولية.
وأوضح هايمان، في مقال نشرته القناة 12 العبرية يوم السبت، أن احتلال مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى “لن يكون حسماً بحد ذاته”، بل مجرد خطوة في مسار طويل يستهدف استنزاف حركة حماس وتآكل قوتها تدريجياً. واعتبر أن مفهوم النصر في الحروب الحديثة لم يعد يعني “الحسم المطلق”، بل تحقيق أهداف محددة مسبقاً بكلفة مقبولة وبما يحسن الواقع الأمني على المدى الطويل.
وأضاف أن إسرائيل وضعت منذ بداية الحرب أهدافاً عدة، بينها تفكيك حكم حماس، إزالة التهديدات العسكرية، تعزيز الردع، استعادة الأمن، وتهيئة الظروف لصفقة الأسرى، إلا أن معظم هذه الأهداف “غير قابلة للقياس”، ويبقى الجوهر في القضاء على سلطة حماس والتوصل إلى صفقة تبادل.
وأشار هايمان إلى أن حماس فقدت معظم قدراتها العسكرية السابقة، إذ دُمرت بنيتها الصناعية والأمنية والعسكرية، ولم يتبقَّ لديها سوى نحو 10% من ترسانتها الصاروخية وقرابة 17 ألف مقاتل، غالبيتهم مجندون جدد يفتقرون للخبرة. لكنه حذر من أن غياب بديل مدني منافس في غزة يسمح للحركة باستعادة نفوذها عبر السيطرة على المساعدات الإنسانية وتجنيد الشباب.
وفي ملف الأسرى، شدد على أن الهدف يتمثل في خلق ظروف تضغط على حماس لتفضيل الصفقة على استمرار القتال، مرجحاً أن يكون الثمن تنازلات إسرائيلية عن إنجازات ميدانية محدودة داخل القطاع. واعتبر أن المعضلة تكمن في أن أي اقتراب من صفقة يُفسَّر في إسرائيل كعلامة على ضعف حماس واقتراب حسمها، ما يدفع إلى رفض الصفقة في اللحظات الحرجة.
وختم هايمان مقاله بالقول إن إسرائيل “بلغت أقصى ما يمكن تحقيقه ضد حماس”، وأن الظروف الحالية توفر فرصة لعقد صفقة جيدة للأسرى والبدء بتشكيل إدارة بديلة في غزة برعاية عربية ودولية، مؤكداً أن الحسم النهائي “ما يزال بعيداً”، لكنه ممكن فقط بوجود سلطة بديلة تمنع عودة حماس إلى الواجهة.
