صراحة نيوز- طالب الرئيس اللبناني جوزاف عون الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب، حتى يتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشار قواته على الحدود الدولية.
جاء ذلك خلال لقاء عقد السبت في قصر بعبدا بين الرئيس عون وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر، بحضور سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان ليزا جونسون، والجنرال مايكل ليني، رئيس لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار التي تم تشكيلها بموجب اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وخلال الاجتماع، شدد عون على ضرورة تفعيل عمل اللجنة لضمان تنفيذ الاتفاقات المتفق عليها، مؤكداً أن ذلك يساعد في تطبيق قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني فقط.
من جانبه، أعلن قائد القيادة الأمريكية الوسطى أن لجنة الإشراف ستعقد اجتماعًا غداً لمناقشة الوضع في الجنوب والعمل على تثبيت الاستقرار عبر متابعة تنفيذ اتفاق نوفمبر.
في سياق متصل، أعلنت الحكومة اللبنانية الجمعة عن بدء الجيش تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله، ضمن إمكاناته “المحدودة”، عقب جلسة وزارية خصصت لمناقشة هذا الملف الحسّاس، انسحب منها وزراء محسوبون على حزب الله وحليفه حركة أمل.
وقال وزير الإعلام بول مرقص إن الجيش سيبدأ تنفيذ الخطة وفق الإمكانات اللوجستية والمادية والبشرية المتاحة، مع إبقاء مضمون الخطة سريًا.
ورحب رئيس الحكومة نواف سلام بخطة الجيش في جلسة المجلس الوزاري بتاريخ 5 أغسطس 2025، مؤكداً ضرورة تقديم تقارير شهرية عن تقدم التنفيذ.
كان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس برّاك، قد ألغى زيارته لمدينتي صور والخيام في الجنوب بعد احتجاجات شعبية ضد زيارته ورفضاً لخطة نزع سلاح حزب الله. وكانت الزيارة مقررة لتبدأ من ثكنة الجيش في مرجعيون، مروراً بالخيام وصور.
وفي تصريحات له بعد لقائه الرئيس عون، قال برّاك إن لبنان سيقدم خطة في 31 أغسطس لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، وأن إسرائيل ستقدم ردها المقابل بعد استلامها الخطة. وأكد أن الخطة لا تعني بالضرورة عملاً عسكرياً، وإنما تهدف إلى إيجاد سبل لإقناع الحزب بالتخلي عن السلاح.
من جهتها، نوهت نائبة المبعوث مورغان أورتاغوس إلى أهمية الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، مؤكدة دعم الولايات المتحدة للحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار والتعاون مع إسرائيل خطوة بخطوة.
من جهته، جدد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، رفضه تسليم السلاح، معتبراً أنه “جزء من روح الجماعة”، محذراً من أي مواجهة محتملة مع الحكومة، وقال إن “لا حياة للبنان” في حال وقوع ذلك.
وجاء ذلك في ظل تبعات الحرب مع إسرائيل العام الماضي التي خلفت خسائر كبيرة في صفوف الحزب.
وأرجأ حزب الله وحركة أمل مظاهرات ضد خطة نزع السلاح لدعم الحوار، لكن قاسم حذر من أن احتجاجات مستقبلية قد تستهدف السفارة الأمريكية في بيروت.
في المقابل، ألمحت إسرائيل إلى احتمال تقليص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا ما تقدم الجيش اللبناني بخطوات فعلية تجاه نزع سلاح حزب الله، بينما تستمر في الحفاظ على مواقع استراتيجية وتشديد الضربات على أهداف مرتبطة بالحزب.