صراحة نيوز- بين ألم الفقد ومرارة التجربة، روى أب خليجي قصة ابنه الذي وقع ضحية إدمان الحبوب المخدرة منذ سن مبكرة، وانتهت حياته بجرعة زائدة رغم محاولات يائسة للعلاج. أكد الأب أنه لا يسعى للتعاطف، بل يرغب في نقل تجربته للآخرين كي لا يعانوا ما عاناه هو وأسرته، سواء خلال رحلة تعاطي الابن أو بعد وفاته.
كشف الأب عن الصدمات التي تعرض لها، حيث اكتشف في وقت متأخر إدمان ابنه، وأنه سبق وأن ضبط أثناء رحلة علاج بالخارج، كما رصدت المدرسة سلوكيات مريبة لكنه لم يخبر أسرته.
وأضاف الأب في حديثه مع بودكاست «متعافي» الذي تديره مهرة المرزوقي أن ابنه كان لطيفاً وذكياً ومحبوباً، وحصل على رعاية خاصة من والديه، حتى بدأ يعزل نفسه ويتغير فجأة، ليقضي وقته مع أصدقاء مجهولين. وبعد حادث مروري خطير، اكتشف الأب من طبيبة التخدير احتمالية تعاطي ابنه للمخدرات.
وبعد عودتهما، بدأ الأب بمراقبته حتى عثر على أدوات تعاطٍ، وواجهه بالحادثة، فتراجع الابن مؤقتاً والتزم بالعلاج، لكنه عاد للتعاطي مرة أخرى، رغم إجراءات الأب في مراقبته ومنعه من الخروج.
وأشار الأب إلى أن التستر على المشكلة كان خطأً قاتلاً، حيث أعادت الأم تغطية تعاطي الابن بدافع الأمومة، مما أدى لاستمرار الإدمان. ولجأ الأب بعدها إلى الشرطة التي كانت على علم بسابقة الابن، إذ قضى فترة في السجن بسبب تعاطيه.
ألحق الأب ابنه بمركز إرادة للعلاج، لكنه هرب، وتحول الابن من شخص مهذب إلى فتى قاسٍ، وانتهت حياته بوفاة مأساوية نتيجة تعاطيه.
شدد الأب على أهمية نشر تجربته لتحذير الآباء الآخرين، مؤكداً أن الاكتشاف المبكر والتوجه للجهات المختصة كشرطة ونيابة عامة يمكن أن ينقذ الأبناء. ونصح بعدم الشعور بالخزي أو العار عند مواجهة الإدمان، فالتكتم يؤدي إلى تفاقم الأزمة ونهايات مأساوية.
كما أكد أهمية مرافقة الوالدين لأبنائهم، لافتاً إلى أن لا أحد يهتم بهم مثل الأهل، وأوضح أن المجتمع بأسره مسؤول عن مواجهة الإدمان من خلال الانتباه والتعاون بين الجيران والمدرسة والأسرة.
وأشاد الأب بتعاون شرطة دبي والنيابة العامة في التعامل مع قضيته، ودعا الأسر إلى التواصل المباشر مع الجهات المختصة فور اكتشاف المشكلة، حيث تخضع الحالات للعلاج تحت إشراف قانوني، مع الإعفاء من المساءلة لضمان التعافي.