أحلام الكوابيس المتكررة .. ماذا تخبرنا عن صحتنا ومستقبلنا؟

2 د للقراءة
2 د للقراءة
أحلام الكوابيس المتكررة .. ماذا تخبرنا عن صحتنا ومستقبلنا؟

صراحة نيوز- قد تبدو الاستيقاظ فجأة من كابوس متكرر مجرد حادثة مزعجة في نومك، لكن أبحاثًا حديثة تكشف أن هذه الأحلام المقلقة قد تكون مؤشراً مبكراً على صحة دماغك وطول عمرك المتوقع. دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Lancet eClinicalMedicine تشير إلى أن الكوابيس المتكررة ليست مجرد أحلام سيئة، بل قد تكون علامة تحذيرية لصحة الدماغ.

فقد تبين أن البالغين الذين يعانون من كوابيس أسبوعية معرضون لخطر التدهور المعرفي بمعدل أربعة أضعاف، في حين أن كبار السن يتضاعف لديهم خطر الإصابة بالخرف مقارنة بمن لا يعانون من هذه الكوابيس.

النتائج كانت أكثر وضوحًا بين الرجال، مما يجعل الكوابيس إشارة تستحق الانتباه، خاصة إذا كانت تؤثر على جودة النوم بشكل مستمر. ترتبط الكوابيس بتفعيل استجابة “القتال أو الهرب” في الجسم، مما يرفع مستوى هرمون الكورتيزول، ويؤدي إلى اضطرابات في النوم، وضعف في جهاز المناعة، وزيادة الالتهابات، وكل ذلك قد يسهم في مشاكل القلب والأيض.

ويرى الباحثون أن مراقبة الكوابيس المتكررة ضمن الفحوصات الروتينية قد تساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للوفاة المبكرة، ما يفتح المجال لتدخلات مبكرة تحمي الصحة وتطيل العمر. لتقليل الكوابيس ينصح بإدارة التوتر من خلال التأمل، التنفس العميق، واليوغا، بالإضافة إلى تحسين جودة النوم عبر الالتزام بجدول نوم منتظم، توفير غرفة نوم مظلمة وهادئة، وتجنب الكافيين قبل النوم. كما يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي فعالًا في معالجة الأرق والكوابيس، إلى جانب تقنيات تدريب الصور الذهنية التي تعيد صياغة محتوى الحلم بشكل إيجابي.

ومن المهم التأكيد على أن الكوابيس العرضية طبيعية ولا تدعو للقلق، أما التكرار المستمر فقد يشير إلى مشاكل نفسية كامنة مثل القلق، الاكتئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة. لذلك، يُنصح من يعانون من كوابيس متكررة بمراجعة طبيب مختص لاستكشاف الأسباب والحصول على العلاج المناسب، ما يضمن نومًا أفضل وصحة محسنة على المدى الطويل. من خلال معالجة التوتر، الحفاظ على روتين نوم منتظم، وممارسة تقنيات الاسترخاء كالتأمل والعلاج النفسي، يمكن تقليل الكوابيس بشكل كبير وتحسين الصحة العامة.

Share This Article