العام الدراسي .. وثقل الشنطة .. القاسي

7 د للقراءة
7 د للقراءة
العام الدراسي .. وثقل الشنطة .. القاسي

صراحة نيوز- بقلم / عوض ضيف الله الملاحمة

بدأ العام الدراسي ، وتوافد على المدارس حوالي ( ١,٦ ) مليون طالب هذا العام . ما شاء الله تبارك الرحمن ، عدد الطلبة الذين ينتظمون في المدارس بكافة انواعها : الحكومية ، والعسكرية والخاصة في تزايد مستمر ، وهذا دليل على ان مجتمعنا فتياً ، وصحياً متعافياً .

بدء العام الدراسي له متطلبات واستعدادات لا يمكن حصرها ، سواء من ناحية الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم ، إستعداداً وتجهيزاً لبدء عام دراسي بشكل أفضل ، وبدون عوائق قد تؤثر سلباً على المسيرة التعليمية .

كما ان هناك طرفاً آخر يعيش حالة من الإرتباك ، والقلق ، وهم الأهالي ، بسبب الجهود الكبيرة المطلوبة منهم . فالآباء لابد ويجهدون في توفير السيولة اللازمة لشراء المستلزمات المطلوبة لأبنائهم ليبدأوا عامهم الدراسي بشكل سلس دون اي قصور او نواقص .

كما تجهد الأمهات في إعادة ضبط مواعيد نوم أطفالهن ، ومواعيد صحوتهم صباحاً ، وهذا يستلزم من الأمهات تحديداً صبراً ، وجَلداً ، وطول بال ، وسعة صدر غير عادية لضبط وتنظيم مواعيد نوم أطفالهن بعد إنفلات وفوضى وسهر لبضعة شهور خلال عطلة الصيف .

كما يواجه الأهالي مشكلات اخرى هامة ، بل ربما تكون خطيرة ، وتبقى بعض المشكلات دون حل لعدم تعاون الجهات التربوية ، خاصة وان الحلّ بيدهم . الأهالي يشتكون ، ويتذمرون ، ويستجدون حلاً لمشكلة ( ثقل ) شنط الطلاب التي يذهبون بها للمدارس . فمثلاً تخيلوا ان شنطة طلاب الصف الأول الإبتدائي تحتوي على ( ١٢ ) كتاباً . هل من المنطق ان يحتاج طالب الصف الأول إبتدائي الى إستخدام كل تلك الكتب في يومه الدراسي ؟ طالب الصف الأول الإبتدائي يحتاج لأن يقرأ ، ويكتب ، ويجري بعض العمليات الحسابية البسيطة جداً ، ويتعلم اللغة الإنجليزية . وهل هذا يستلزم ان يحمل على كتفه هذا العدد من الكتب ؟

قبل سنوات شاهدت لقاءاً تلفزيونياً مع أحد الأطباء ، تحدث فيه عن المخاطر الصحية لإضطرار صغار الطلبة لحمل شنط ثقيلة على ظهورهم ، فقال : ان حمل الشنط بهذه الطريقة ، وبهذا الثقل الهائل بالنسبة لحجم الطفل ، فانها تضر بالعامود الفقري للطفل ، وتضغط على فقرات الظهر والرقبة ، وتؤدي الى إنحناء وتقوس في العامود الفقري . هل هذا ضرر بسيط حتى لا تتجاوب وزارة التربية والتعليم مع مطلب الأهالي الضروري هذا !؟

علمياً ، وطبياً ، الوزن التقريبي لشنطة طلاب المدارس يعتمد على عمر الطالب ومرحلته الدراسية . حيث يوصى بأن لا يتجاوز وزن الشنطة ( ١٠٪؜ ) من وزن جسم الطالب . مع مستويات مخصصة ، مثل ( ٢ ) كغم للصفين الأول والثاني ، و ( ٣ ) كغم للصفين الثالث والرابع ، و ( ٤ ) كغم للصفوف من الخامس حتى الثامن ، وصولاً الى ( ٦ ) كغم للصفوف من التاسع الى الثاني عشر .

بدأ العام الدراسي الحالي ، ويا وجع راس وزارة التربية والأهالي . ولأن الطلبة أبناء الوطن وقادة المستقبل ، أرى انه لتحسين العملية التعليمية ، وللحد من المخاطر التي يواجهها الطلبة ، أود ان أُقدم بعض الملاحظات ، وتتمثل فيما يلي :—
١ )) من الضروري ان تتواجد دوريات الشرطة او تقوم بجولات حول المدارس عامة ومدارس الثانويات للبنات لتصيد الزعران .
٢ )) لابد من تكليف معلمين او معلمات في المدارس الأساسية ، او من طلاب وطالبات المداري الثانوية بتنظيم السير امام المدارس عند قدوم الطلبة وعند مغادرتهم في نهاية الدوام المدرسي .
٣ )) لتجنب حوادث دهس الطلبة من قبل الباصات التي تنقلهم ، هناك تجربة اماراتية جيدة تتمثل في وضع اشارة ( قف ) متحركة عند السائق مثبته على جسم الباص يبرزها ليتحوط كل سائق يمر من الشارع وقت وقوف الباص لتنزيل او تحميل الطلبة .
٤ )) ضرورة تركيب مرايا جانبية وخلفية تكشف للسائق حركة الطلبة حول الحافلات .
٥ )) هناك مدارس تعمل على فترتين وهذا له مضار كثيرة فمدة الحصة تنخفض ، ودوام طلبة الفترة الصباحية مبكر جداً وخطير جداً بسبب وجود الكلاب الضالة والزعران .
٦ )) والله انه شيء مُعيب ان يكون هناك نقص في عدد المدارس يستلزم إضطرار الطلبة ليقسموا اليوم الدراسي الى فترتين في وطن عمره تجاوز المئة عام .
٧ )) كما انه من المُعيب ان يكون هناك مدارس مستأجرة في دولة عمرها يزيد عن قرن من الزمان . كما ان المدارس المستأجرة لا تصلح للتدريس لانها ليست مصممة للعملية ذاتها .
٨ )) كما لابد من رقابة صارمة على اقساط المدارس الخاصة وان تحدد الرسوم وفق تصنيفات منطقية تراعى فيها الخدمات الضرورية المقدمة . أما الخدمات المضافة التي الغاية من اضافتها كعنصر جذب ان لا تحتسب ولا تنعكس على الرسوم .

ألم تلاحظ الجهات المختصة ان المبالغات وانفلات رسوم المدارس الخاصة جعل كلفة الدراسة في المدارس اضعاف كلفة الرسوم الجامعية ، هل يستقيم هذا !؟ وهل يستقيم هذا الانفلات والناس أصلاً متعبة من الغلاء الذي يجتاح اسواقنا والرواتب تجمدت عند حدٍّ معين ودرجة معينة تأبى مغادرتها .

اما ما يخص الثانوية العامة او التوجيهي بنظامه الجديد فقد بدأت بعض مؤشرات الفشل من البدايات الأولى المتمثلة في ارتفاع مستوى العلامات بشكل خيالي ، كما انه بدل ان كنا نحتفل مرة واحدة يبدو اننا سنحتفل ( ٤ ) مرات .

كل عام وطلبتنا ومعلميهم وادارييهم بألف خير . وشكراً لوزارة التربية والتعليم على الجهود الجبارة التي تبذلها لتهيئة البيئة التعليمية المناسبة للطلبة ، والمعلمين ليجودوا في عطائهم ويخدموا وطنهم الغالي .

مع كل الأمل بأن تلتفت وزارة التربية والتعليم والعاملين فيها للملاحظات التي يبديها الأهالي ليصح المسار وتسير العملية التعليمية بيسر وسهولة.

Share This Article