صراحة نيوز- بقلم :الدكتور ايمن العدينات
ضرب قطر خطأ استراتيجي فادح لا اعلم كيف سمحت به اميركا واعتقد بأن أثره سيتدحرج ككرة الثلج .
طوال السنوات الماضيه حافظت اميركا على سياسة شبه متوازنه تهدف إلى ضمان استقرار نسبي للشرق الأوسط مع الحفاظ التام على مصالحها واهمها النفط والثروات وقنوات التجاره والملاحه وشبكتها فكانت تدعم اسرائيل اضعاف ما تقدمه للحلفاء لضمان تفوق اسرائيل العسكري والتكنولوجي والاقتصادي وتبذر القليل في العالم العربي لتبدو الأمور منضبطه ومتوازنه وتتجنب غضب الشعوب على سياستها .
لقد أقامت اميركا قواعد رئيسيه لها في الشرق الأوسط لضمان استقرار المنطقه وحماية مصالحها كما اسلفنا وايضاً بزعم حماية الدول العربيه من العدوان القادم من الصين وروسيا وايران .
اليوم الاداره الامريكيه تبدد كل ما قامت به وتنقلب على جميع حلفائها بانحيازها التام إلى اسرائيل وضرب قطر الشقيقه التي تضم على ارضها اكبر قاعده اميركيه وهذا بدوره يبعث برسائل للشعوب قبل الزعماء ان هذه القواعد اصبحت قنابل موقوته تهدد الدول بدل حمايتها مما اقض ويقض مضجع جميع حلفاء اميركا في المنطقه، ولهذا يبدوا واضحا للجميع رؤساء وشعوبا أن بوصلة السياسه الامريكيه ضائعه في عهد هذه الاداره الامريكيه وان كل الاحتمالات مفتوحه وان حالة عدم التيقن تجعل كل شئ قابل للحدوث وهذا يضفي مزيدا من الضغط على دول الجوار لإسرائيل وعلى شعوب المنطقه .
واخيراً نقول ان خوف نتنياهو من المحاكمه يجعله يتخبط في كل الزوايا وهذا يثبت عزلته التي فرضها على نفسه، وبالمحصلة هذه الضربات لن تخيف شعوب المنطقه بل تزيد كراهية إسرائيل وعزلتها .
لقد كان أولى لنتنياهو ان يمضي في طريق السلام بعد ان مد العرب أيديهم له وبهذا يحفظ استقرار هذه المنطقه ويضمن العيش الامن والحياة الكريمه للفلسطينيين والاسرائيليين لكنه مضى ويمضي عكس ذلك تماما .
تأسيسا على ما سبق ، فان على الاداره الاميركيه مراجعة حساباتها قبل فوات الأوان والعوده إلى رشدها السياسي لأن شعوب المنطقه اصبحت تتولد لديها قناعات بأن اميركا قبل اسرائيل لا يمكن تقبلها في هذا الجزء من العالم ان استمرّت بهذه السياسه وهذه العقليه،وعليها اولا ان تضغط على نتنياهو لإنهاء العدوان على غزه والعوده إلى طريق السلام بدلا من كل هذه الفوضى .