صراحة نيوز- انطلقت في إمارة الشارقة، أعمال الدورة الرابعة عشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، وسط أجواء استثنائية حملت رسائل إنسانية عابرة للحدود، جمعت صناع التغيير وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم لتأكيد أن المعرفة والابتكار هما البوصلة الحقيقية لبناء المستقبل.
وفي افتتاح المنتدى، ألقى كل من سال خان، رائد التعليم الرقمي ومؤسس “أكاديمية خان”، وويليام كامكوامبا، المهندس والمبتكر القادم من مالاوي، خطابين ملهمين رسما ملامح رؤية واضحة مفادها أن العلم والإرادة قادران على تحويل التحديات إلى فرص وصياغة مسارات تنموية تضع الإنسان في صميم أي مشروع حضاري.
سال خان: نحو “اقتصاد السعادة” عبر ديمقراطية التعليم
أكد خان في كلمته الرئيسة أن التعليم هو أقوى أدوات التمكين، داعياً إلى إطلاق نداء عالمي لإعادة تخيّل المجتمع وبناء مستقبل يقوم على “اقتصاد السعادة”.
وقال: “تخيلتُ عالمًا يتمكن فيه أي شخص، في أي مكان، من الوصول إلى المعرفة مجانًا، وجعلت من نفسي مسؤولًا عن تحقيق ذلك الحلم. التعليم ليس غاية في ذاته، بل بداية للتغيير.”
وشدد خان على أن معيار التقدم الحقيقي لا يُقاس فقط بالناتج الاقتصادي، بل بمدى رضا الإنسان واكتفائه، مؤكداً أن ديمقراطية المعرفة تمثل جسراً بين الحكومات وشعوبها لبناء مواطنين واعين قادرين على مواجهة التحديات العالمية. وختم بالقول: “لا يمكن لاقتصاد السعادة أن يزدهر إذا لم يشعر الناس أنهم مرئيون ومُمكّنون. حين يتحول التعليم إلى قوة لتحقيق العدالة، نزداد قدرة على بناء عالم أكثر عدلاً وازدهاراً.”
ويليام كامكوامبا: من معاناة القرية إلى إلهام العالم
من جهته، قدّم المهندس والمخترع الملاوي ويليام كامكوامبا تجربة شخصية مؤثرة استعرض خلالها طفولته في بيئة ريفية فقيرة عانت الجفاف والمجاعة. وأوضح كيف قاده شغفه بالتعلم إلى العثور على كتاب عن الطاقة في مكتبة محلية، ليصبح هذا الكتاب نقطة تحول غيّرت حياته وحياة قريته.
وبإصراره وموهبته، نجح كامكوامبا في ابتكار طاحونة هوائية من مواد بسيطة لتوليد الكهرباء وضخ المياه، وهو إنجاز لفت أنظار الإعلام العالمي وحوّل قصته إلى مصدر إلهام واسع.
وقال في ختام كلمته: “فكرت كثيراً بما كان يمكن أن يجعل الطريق أسهل أمام المبتكرين الشباب: مرشدون، أدوات، ودعم مستدام. ومن هنا جاءت فكرة تأسيس منظمة لمساعدة الموهوبين على تحويل أفكارهم إلى حلول حقيقية.”
رسائل إنسانية عابرة للحدود
عكس المنتدى في افتتاحه تلاقي الرؤى بين المعرفة والإرادة الإنسانية، ليؤكد أن التعليم والابتكار ليسا مجرد أدوات للتنمية، بل ركائز للعدالة الاجتماعية وصناعة مستقبل مستدام، في رسالة جامعة من الشارقة إلى العالم.