ارحموا الوطن من عنتريات الشعارات الوطن بحاجة إلى فعل صادق لا إلى جدل عقيم

2 د للقراءة
2 د للقراءة
ارحموا الوطن من عنتريات الشعارات الوطن بحاجة إلى فعل صادق لا إلى جدل عقيم

صراحة نيوز-   كتب // فلاح القيسي
لم يعد خافيا أن الخطاب العام في كثير من الأحيان ينحرف عن مساره الصحيح، فيغدو سجالا مليئا بالمثاليات الزائفة والشعارات الرنانة التي لا تقدّم للوطن شيئا بقدر ما تثقل كاهله بالجدل والاتهامات المتبادلة. لقد آن الأوان أن نتوقف عن جلد الذات الوطنية، وأن نلتفت بوعي إلى حقيقة أن الأردن ليس مجرد ساحة لتصفية الحسابات الفكرية أو السياسية، بل هو بيتنا الجامع وشرفنا الأكبر.

إن فقه الواقع يفرض علينا أن ندرك أن التنمية والبناء لا يتحققان بالخطابات ولا بالعنتريات، وإنما بالفعل المسؤول والمبادرات الجادة التي تترجم الانتماء إلى منجزات على الأرض. فالأوطان لا تصان بالهتافات ولا بالشعارات، بل بما نقدمه من عطاء يومي صادق، سواء في مواقع المسؤولية أو في ميادين العمل المختلفة.

لقد أرهق الوطن كثيرا من الجدل العقيم الذي لا يضيف إلى رصيده شيئاً، بل يزرع الإحباط في النفوس ويفتح الباب أمام الشكوك. وحين تتحول الوطنية إلى مجرد عبارات فضفاضة لا يقابلها التزام حقيقي، فإننا نكون قد خسرنا المعنى الأسمى للانتماء.

الأردن يستحق منا أن نرتقي بخطابنا، وأن نكون أكثر واقعية في طروحاتنا، بعيدا عن المبالغات والهرطقات التي لا تجلب إلا مزيدا من الانقسام. المطلوب اليوم أن نتحدث بلغة مسؤولة، وأن نمارس النقد البناء الذي يسهم في الإصلاح بدلا من الهدم، وفي البناء بدلا من التشكيك.

فلنرحم وطننا من جلد الذات، ولنمنحه ما يستحق من صدق وإخلاص، فالوطن الذي احتضننا جميعا أولى بأن نرد له الجميل بالفعل لا بالقول، وبالعمل لا بالادعاء.

Share This Article