الصين تبني شبكة حوسبة موحدة لتسريع تدريب الذكاء الاصطناعي

3 د للقراءة
3 د للقراءة
الصين تبني شبكة حوسبة موحدة لتسريع تدريب الذكاء الاصطناعي

صراحة نيوز- تواصل الصين إحراز تقدم ملموس في جهودها لدمج مراكز البيانات المتفرقة في البلاد ضمن شبكة حوسبة وطنية موحّدة، تهدف إلى تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بحسب ما أفاد به مسؤولون ومطورو مراكز البيانات.

وفي هذا الإطار، نظّمت لجنة مراكز البيانات المفتوحة الصينية (ODCC) — وهي منظمة تمثل كبار المستثمرين في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مثل مجموعة “علي بابا” وشركة “تشاينا تيليكوم” — مؤتمرًا استمر ثلاثة أيام هذا الأسبوع، لمناقشة آليات ربط مراكز البيانات النائية وتوحيدها في شبكة متكاملة.

ووفقًا لبيانات وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، بلغ عدد حزم الذكاء الاصطناعي القياسية — وهي مجموعات الخوادم والمعدات المخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي — نحو 10.85 مليون حزمة بنهاية يونيو، بزيادة سنوية قدرها 30.7%، كما نقل موقع “SCMP” في تقرير اطلعت عليه “العربية Business”.

ويعزى هذا النمو اللافت إلى استمرار الاستثمارات من قبل شركات الاتصالات المملوكة للدولة مثل “تشاينا موبايل”، و”تشاينا يونيكوم”، و”تشاينا تيليكوم”، إضافة إلى شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “علي بابا”، و”تينسنت”، و”بايدو”.

وفي ظل القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، يعمل مطورو مراكز البيانات على ابتكار حلول بديلة لتحسين أداء الحوسبة ومشاركة أفضل الممارسات التقنية.
وفي هذا السياق، أشار “هي زيكون”، عضو فريق عمل الشبكات في ODCC، خلال المؤتمر، إلى تحقيق تقدم في تحسين الاتصالات بين الرقائق ضمن مجموعات الخوادم، والتي تعتمد على مزيج من أشباه الموصلات المحلية والأجنبية.
وأوضح أن هذه التحسينات تُعد أساسية لتسريع عمليات تدريب واستدلال نماذج الذكاء الاصطناعي، نظرًا لحجم البيانات الكبير الذي يتم تداوله بين الرقائق.

وأضاف زيكون أن الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابعة لوزارة الصناعة، قامت بإنشاء مختبر مخصص لاختبار كفاءة الاتصال بين الرقائق المحلية ومفاتيح الشبكات، وهو ما وصفه بأنه “أساس متين لتطوير رقائق معالجة الرسومات المحلية مستقبلاً”.

من جانبه، شدّد “لي دايتشنغ”، عضو لجنة البنية التحتية في ODCC، على ضرورة تطوير مراكز البيانات بأساليب مستدامة ومرنة، تأخذ بعين الاعتبار موارد الأرض والطاقة والمياه والمناخ، مع التركيز على تعزيز استخدام الطاقة المتجددة.

تأسست ODCC عام 2014 تحت إشراف جمعية معايير الاتصالات الصينية، وتضم في عضويتها قرابة 100 شركة تقنية ومزود بنية تحتية، من بينها “علي بابا”، و”بايدو”، و”تينسنت”، و”تشاينا موبايل”، و”تشاينا تيليكوم”.

وتكتسب مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي أهمية متزايدة مع احتدام المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في هذا المجال، حيث تسعى الدولتان إلى تسريع إنشاء بنى تحتية متقدمة قادرة على دعم عمليات التدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

ويأتي انعقاد المؤتمر السنوي لـ ODCC، الذي اختُتم يوم الخميس، بعد إعلان بكين عن خطة “AI Plus” في أواخر أغسطس، والتي تهدف إلى تعزيز التنسيق الوطني وتوفير موارد حوسبة أكثر كفاءة لدعم الابتكار في الذكاء الاصطناعي.

Share This Article