صراحة نيوز- انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الفريق الركن عواد محمد الخالدي، أحد أبرز رجالات الأردن في المجالات العسكرية والدبلوماسية والسياسية، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز امتدت لعقود.
بدأ الخالدي مسيرته في القوات المسلحة الأردنية كمجند، قبل أن يُبتعث إلى الكلية العسكرية الملكية ساندهيرست في بريطانيا، حيث تخرّج ضابطًا. بعد عودته، تدرج في المناصب العسكرية، شغل خلالها مواقع بارزة منها ضابط استخبارات، قائد لواء خالد بن الوليد خلال حرب 1967، ونائب رئيس هيئة الأركان للتخطيط، بالإضافة إلى مناصب أخرى مثل آمر مدرسة المشاة وقائد كلية الأركان.
وحظي بثقة جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، فتم تعيينه مرافقًا عسكريًا ثم مستشارًا عسكريًا، كما شغل منصب المفتش العام للقوات المسلحة الأردنية.
وفي العام 1970، تولى الخالدي منصب وزير الاقتصاد والزراعة، قبل أن يُختار عام 1976 ليكون أول رئيس لأركان القوات المسلحة الإماراتية بعد توحيد الدولة، مسهمًا في بناء المؤسسة العسكرية الحديثة هناك.
بعد تقاعده العسكري، خدم الراحل في السلك الدبلوماسي الأردني، حيث عُيّن سفيرًا للأردن في اليونان ثم فرنسا، وكان عضوًا في الوفد الأردني المشارك في مؤتمر مدريد للسلام. كما ساهم في الحياة الحزبية بتأسيس حزبي “الثقة” و”العهد”، وتولى منصب الأمين العام لحزب العهد لسنوات عدة.
نال الفقيد عدة أوسمة رفيعة، أبرزها وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى ووسام مئوية الدولة الأردنية الذي قلّده له جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2024.
وقد عرف عن الراحل وطنيته الأصيلة وانتماؤه لجذوره في البادية الشرقية، جامعًا بين الانضباط العسكري والروح العشائرية والقيم الإنسانية، ليكون مثالًا للتواضع والإخلاص والوفاء للوطن وقيادته.
رحم الله الفقيد الكبير، وألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان.