صراحة نيوز -أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن قضية المياه تمثل القضية الوجودية الأولى لمصر، في ظل استمرار الخلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة وعدم التوصل إلى اتفاق ملزم حوله.
وقال عبد العاطي، خلال مشاركته في صالون ماسبيرو الثقافي، إن “المياه لا يمكن التهاون فيها تحت أي ظرف ولو بقطرة واحدة”، مشددًا على أن نهر النيل هو شريان الحياة لمصر التي تعتمد عليه بنسبة تفوق 90% لتأمين احتياجات أكثر من 105 ملايين مواطن.
وأشار إلى أن أزمة السد الإثيوبي الممتدة منذ عام 2011 ما تزال تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي المصري، في ظل غياب اتفاق قانوني ينظم ملء وتشغيل السد، رغم جولات التفاوض التي استمرت أكثر من عقد برعاية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، تطرق وزير الخارجية إلى التحديات الأخرى التي تواجه مصر من مختلف الاتجاهات، موضحًا أن الحدود الشرقية تشهد تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، بينما تتأثر الحدود الغربية باستمرار الأزمة الليبية وما يصاحبها من انقسام ووجود أجنبي ومليشيات مسلحة. كما أشار إلى الوضع المقلق في السودان الذي يهدد استقرار الدولة، إضافة إلى التحديات في الساحل الإفريقي، وكذلك قضايا ترسيم الحدود البحرية في المتوسط على خلفية الاكتشافات الغازية.
وشدد عبد العاطي على أن مصر دولة قوية تملك مؤسساتها الوطنية القادرة على حماية أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، وعلى رأسها ملف المياه، مؤكدًا أن “لا أحد يمكن أن يمس مصالح مصر أو حدودها أو أمنها القومي”.