هذا هو الأردن الذي لم ولن يتغير

3 د للقراءة
3 د للقراءة
هذا هو الأردن الذي لم ولن يتغير

صراحة نيوز- العين السابق عبدالحكيم الهندي

منذ أن وقع العدوان الغادر على دولة قطر الشقيق، من دولة الاحتلال الإسرائيلي، كان الأردن الأكثر وضوحاً في الموقف السياسي، فقد أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وقوف المملكة الأردنية الهاشمية، قولاً واحداً، مع دولة قطر الشقيقة، بل وأكد جلالته بأن أمن قطر هو من أمن الأردن.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، فقد قام سمو ولي العهد، الأمير حسين بن عبدالله الثاني، بزيارة إلى الدوحة، والتقى بسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ليؤكد مجدداً على موقف الأردن الذي عبر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني، بكل قوة، وبكل وضوح.
وفي ذات السياق جاءت كلمة الأردن في مجلس الأمن خلال الجلسة التي خصصت لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، فكانت الكلمة الأقوى بشهادة كل العالم، فقد قرّع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بكل ما تعني الكلمة، مندوب دولة الاحتلال في مجلس الأمن. بل وعرّى جرائم الاحتلال في غزة، إذ ذكر تفصيلاً عدد من ارتقوا شهداء، ومن أصيبوا وجرحوا وشردوا في القطاع الذي يئن يومياً تحت الرصاص والمدافع والطيران الإسرائيلي بكل أنواعه القاتلة.
وأما على الصعيد الشعبي، فقد أكد الأردنيون من شتى أرجاء البلاد على استنكارهم الشديد، وغضبهم الأشد من العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة.
إذن هذا هو الأردن ذا الوجة الواحد في القضايا التي تمس العرب كما كان دوما في القضية الفلسطينية، فلم يتغير، ولم يتبدل على مر الأزمان. الثابت الوحيد في الذهنية السياسية الأردنية التي طالما عبر عنها جلالة الملك عبد الله الثاني، هو حق الفلسطيني في تحقيق حلمه بدولته الناجزة، وفي تقرير مصيره كما كل شعوب الدنيا.
والآن فإن الأردن سيكون مشاركاً فاعلاً في قمة الدوحة التي ستلتئم لبحث العدوان الصهيوني الغاشم على أرض قطر الحبيبة، ولن يكون الموقف الأردني بأقل مما كان عليه منذ العدوان على هذه الأرض العربية الشماء التي طالما أكد الأردن بأنها بأنها كما أرضه أمناً واستقراراً.
وإما في البعد السياسي لهذا العدوان، فإنه وعلى يبدو، رسالة للعرب أن العدو لن يترك المنطقة إلا ويريد أن يحقق حلمه بتفجير كافة الأوضاع الأمنية،وهو الأمر الذي يتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً صلباً وموحداً لمواجهة هذه الغطرسة، التي طالما عبر عنها رئيس حكومة إسرائيل المارقة، بنيامين نتنياهو الذي لم يرتوي بعد من دماء أهل غزة الأشراف، وما يزال يطال في عدوانه أراضٍ عربية أخرى سواء في لبنان أو سوريا أو الضفة الغربية، وها هو الآن يتمادى على دولة عربية ذات سيادة، وهي دولة قطر الشقيقة.
لا شك بأننا كشعوب عربية ننتظر أن يعلن الزعماء العرب عن موقف صلب وموحد نرنو من خلاله إلى وقف سيل الدماء في غزة أولا، وإلى صون سيادة أراضي الوطن العربي بكلها، وإلى تحقيق العدالة بأن يرى الفلسطيني نفسه حراً على أرض حرة.

Share This Article