رجال حول الملك

3 د للقراءة
3 د للقراءة
رجال حول الملك

صراحة نيوز- بقلم د.فاطمة العقاربة

في منظومة الحكم الأردنية، يشكل الوزراء المخلصون للقيادة الركيزة الأساسية لاستقرار الدولة وتعزيز سياساتها الداخلية والخارجية. ومن بين هؤلاء، يبرز أيمن الصفدي، وزير الخارجية في حكومة الفريق الوزاري لجعفر حسان، الذي يمثل نموذجاً للوزير الكفؤ والواعي استراتيجياً، ويجسد نهج الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة.
يأتي دور الصفدي في إطار حكومة جعفر حسان التي نجحت منذ تشكيلها في تعزيز الاستقرار الداخلي، تطوير الأداء الحكومي، وتنشيط جهود الأردن الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد أشرف رئيس الحكومة على تبني سياسات إصلاحية، تعزيز الاقتصاد الرقمي، وتنشيط مؤسسات الدولة، وجاء دور الصفدي كوزير خارجية ليكمل هذه المسيرة، محافظاً على استقلالية السياسة الخارجية، ومترجماً رؤية الملك إلى رسائل واضحة للجهات الدولية والإقليمية.
الموقف من إسرائيل:
هاجم الصفدي الحكومة الإسرائيلية بأقوى العبارات، واصفاً سياساتها بـ”المارقة” و”المطبّعة بدماء الأبرياء”، مؤكداً أن الأردن لم يعد يرى شريكاً لإسرائيل في عملية السلام. هذه اللغة تعكس غياب الثقة وتوضح أن الأردن يحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن إفشال السلام، ويربط بين جرائم غزة والاستيطان في الضفة والعدوان على لبنان وسوريا، ليبرز أن التهديد الإسرائيلي يتعدى حدود فلسطين وحدها.

الموقف من القضية الفلسطينية:
ركز الصفدي على معاناة غزة، ورفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن، مؤكداً أن الحل السياسي الوحيد هو “حل الدولتين” وفق مبادرة السلام العربية، ما يعكس التزام الأردن الثابت بحقوق الفلسطينيين وحرصه على ثبات الأمن القومي الإقليمي.

الموقف من إيران:
ميز الصفدي بوضوح بين التهدئة الإقليمية والحزم الثنائي، مؤكدًا حرص الأردن على وقف التصعيد في المنطقة، وفي الوقت نفسه وضع حدوداً واضحة لأي تدخل إيراني في الشؤون الأردنية، بما يضمن أمن المملكة وسيادتها.

الموقف من الولايات المتحدة:
أكد الصفدي أن العلاقة مع واشنطن استراتيجية وتاريخية، لكنها قائمة على المصالح الوطنية الأردنية أولاً، مطالباً بضغط دولي لوقف العدوان على غزة وتحريك عملية السلام، ما يعكس قدرة الأردن على الموازنة بين الشراكة مع القوى الكبرى والحفاظ على مصالحه الوطنية.

الموقف من سوريا:
أبرز الصفدي دور الأردن في تعزيز الاستقرار السوري، مشيراً إلى زيارات وفود وزارية وتأسيس مجلس أعلى للتنسيق، مؤكداً أن نجاح سوريا واستقرارها ضرورة أمنية للأردن، وهو ما يعكس عمق الرؤية الأردنية الإقليمية المبنية على استقرار دول الجوار.

الخاتمة:

نجحت حكومة جعفر حسان في تحقيق عدة إنجازات داخلية وخارجية، كان للصفدي دور بارز فيها من خلال سياسته الخارجية المتوازنة، التي تنقل رسائل الملك بحزم ووضوح وتحمي مصالح الأردن العليا. وقد سجل نفسه نموذجاً لوزير يساهم في نجاحات حكومية حقيقية، ويجسد بحق أحد رجال حول الملك الذين يعكسون حكمة القيادة الأردنية في إدارة ملفات معقدة وتحديات إقليمية، محافظين على السيادة الوطنية وأمن الأردن واستقراره الإقليمي.

Share This Article