صراحة نيوز-وجّه اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي يتسحاق بريك رسالة قوية إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير، حذّره فيها من “قيادة الجنود إلى فخ الموت” جراء العمليات العسكرية في قطاع غزة، وفيما دعا إلى استبدال القيادات المدنية والعسكرية إذا استمرت سياسة إدارة الحرب على ما هي عليه.
وقال بريك، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، إنه تأمل نتائج عملية “عربات جدعون” وخلص إلى أنها لم تحقق أهدافها المعلنة، المتمثلة في هزيمة حركة حماس وتحرير الرهائن، مبيّنًا أن العملية خلفت “ثمناً باهظاً من الدماء” مع عشرات القتلى وجرحىً كثيرين وعدداً كبيرًا من ضحايا الصدمات النفسية.
وأشار إلى تصريحات نسبت لرئيس الأركان في المجلس الوزاري المصغر تفيد بأن “عملية احتلال غزة لن تؤدي بالضرورة إلى هزيمة حماس”، وأن هدف العملية كان إلحاق ضرر بالبنى التحتية لحماس، وليس إنهاء وجودها. وأضاف أن زامير نفسه حذّر من أن الاحتلال الكامل للقطاع قد يعرض حياة الرهائن للخطر ويُستنزف الجيش، وأنه اقترح إزالة تحرير الرهائن من قائمة الأولويات لكونها “قضية تكاد تكون مستحيلة”.
وتساءل بريك مخاطبًا رئيس الأركان: “كيف تقبل أن تقود جنودنا إلى فخ الموت وتتعرض حياة الرهائن للخطر بينما تقول إن ذلك لن يهزم حماس؟ لماذا لا تفكر في الاستقالة؟” محذّرًا من الأثر الأخلاقي والمعنوي لقيادة أفراد الجيش إلى عمليات قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة دون تحقيق نصر حاسم.
ودعا اللواء بريك أيضاً المستوى السياسي والعسكري إلى تحمل المسؤولية وتقديم الاستقالات إذا ثبت تقصير في إدارة الحرب، مشدداً على ضرورة تعيين ضباط احتياط مخضرمين لتدريب الضباط الشبان على مدار ثلاث سنوات لإعادة بناء ثقافة تنظيمية قوية في الجيش، وفق رؤيته.
وختم بريك مقاله بتحذير من أن استمرار السياسات الحالية سيترك “أرضًا محروقة” وراء القيادات الحالية، مؤكداً أن مثل هذه القرارات لن تُغفر وأن حكومات ستلقي باللائمة على القيادات العسكرية التي قادت العمليات.