خطاب الملك يؤكد ضرورة رص الصفوف للجم الاحتلال

12 د للقراءة
12 د للقراءة
خطاب الملك يؤكد ضرورة رص الصفوف للجم الاحتلال

صراحة نيوز -أكد نواب وحزبيون وأكاديميون، أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة امس، يمثل موقفًا أردنيًا ثابتًا تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

وقالوا، في أحاديث منفصلة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن خطاب جلالة الملك تضمن إدانة واضحة للعدوان الصهيوني ضد الدوحة، باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وتصعيدًا خطيرًا يدفع المنطقة نحو المزيد من العنف.
ولفتوا الى أن خطاب جلالته حمل رسالة واضحة للدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف موحد وفعّال للتصدي للسياسات الإسرائيلية، وحماية الحقوق الفلسطينية والمقدسات، مع ضرورة تحويل المواقف السياسية إلى خطوات عملية على أرض الواقع.
موقف أردني ثابت
إلى ذلك، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب د.مصطفى الخصاونة، إن كلمة جلالة الملك في “قمة الدوحة” تشكل الموقف الأردني الثابت تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ودعم المملكة ضد أي عدوان يطال تلك الدول، خاصة العدوان الأخير على قطر الشقيقة.
وأكد الخصاونة أن كلمة جلالة الملك كانت إدانة واضحة للعدوان، باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وتصعيدًا خطيرًا يدفع المنطقة نحو المزيد من العنف، لافتًا إلى أن جلالته شدد على ضرورة أن تخرج القمة بقرارات عملية لمواجهة هذا الخطر.
أبعاد سياسية عميقة
بدوره، قال رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الأردنية القطرية، النائب عوني الزعبي، إن كلمة جلالة الملك تحمل أبعادًا سياسية عميقة، أهمها التضامن مع قطر، مضيفًا أن كلمة جلالته تبدأ بالتعزية والتضامن الكامل مع قطر، وهو موقف يؤكد عمق العلاقات الأردنية – القطرية ويعكس التزام الأردن بمبدأ الأمن القومي العربي المشترك.
وأشار الزعبي إلى استخدام جلالة الملك عبارات قوية مثل “العدوان الإسرائيلي الغاشم”، “خرق فاضح للقانون الدولي”، و”تمادت إسرائيل”، ما يؤكد رفض الأردن القاطع لأي خرق للسيادة العربية، موضحًا أن جلالة الملك أشار إلى أن إسرائيل تتمادى لأنها “فوق القانون”، وهو ما يعكس انتقادًا مباشرًا لعجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن ردعها.
تحذير من إستراتيجية الكيان
من جهتها، أشارت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية النيابية، النائب دينا البشير، إلى ان كلمة جلالة الملك، حملت دلالات، إذ حذر جلالته من استراتيجية الكيان وحكومته المتطرفة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، الأمر الذي يدعو إلى الالتفاف العربي بحزم لمخططات التهجير.
وأوضحت أن جلالة الملك دعا إلى تحول في موازين القوى لمواجهة سياسات حكومة الكيان، التي وسعت الحرب، مشيرة إلى أن جلالة الملك أكد أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود، وردنا يجب أن يكون واضحًا وحاسمًا.
مركزية القضية الفلسطينية
من ناحيته، اعتبر رئيس كتلة إرادة والوطني الإسلامي النيابية، خميس عطية، إن خطاب جلالة الملك عبر بصدق عن ضمير الأمة، وجاء امتدادا للموقف الأردني الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفض العدوان الصهيوني المستمر على شعوب المنطقة، وآخرها الاعتداء على العاصمة القطرية الدوحة.
وقال عطية إن جلالة الملك عبر بوضوح وشجاعة عن الموقف العربي الأصيل، مؤكدًا مركزية القضية الفلسطينية وضرورة وقف العدوان الغاشم على غزة، والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية.
وبين أن خطاب جلالة الملك في الدوحة شكل نداءً عربيًا جامعًا لتعزيز التضامن العربي وتجاوز الخلافات، وبناء جبهة موحدة قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.
ضرورة رص الصفوف
من جانبه، قال رئيس كتلة الميثاق النيابية، إبراهيم الطراونة، إن كلمة جلالة الملك حملت رسائل مهمة لقادة العالم العربي والإسلامي، مضيفًا أن العرب والمسلمين مطالبون بضرورة رص الصفوف وتوحيد الموقف للوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية التي باتت تشكل خطرًا كبيرًا على الأمة، خاصة بعد هجومها الهمجي الأخير على دولة قطر الشقيقة.
رد عربي موحد
وقال أمين عام الحزب الوطني الدستوري، د. أحمد الشناق، إن خطاب الملك ركز على الأوضاع الإنسانية في غزة والقدس والضفة الغربية، مشيراً إلى ضرورة تحرك فوري لوقف الاعتداءات التي تشمل القتل والتجويع وتهجير السكان الفلسطينيين، ومنع أي تصعيد يهدد استقرار المنطقة.
وأضاف، إن الملك أوضح أن الرد العربي ينبغي أن يكون موحداً وحاسما لحماية المقدسات ومنع استمرار الأعمال التي تهدد أمن سورية ولبنان، مؤكداً أن الأردن يلتزم بالدفاع عن مصالح الشعوب العربية والإسلامية، وضرورة تعزيز التنسيق بين الدول لضمان فعالية القرارات وتحقيق الأهداف المرجوة.
تعزيز التضامن العربي
من جانبه، قال مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد، إن خطاب الملك أبرز الحاجة لتعزيز التضامن العربي، مشيراً إلى أن الإجراءات الصهيونية في الضفة الغربية تتجاوز الشرعية الدولية وتوسع دائرة الاحتلال، ما يقلل فرص التوصل إلى حل سلمي شامل وعادل.
وأكد الرقاد أن الملك شدد على أن أمن دولة قطر جزء من الأمن القومي العربي، وأن أي تهديد لدولة عربية له انعكاسات مباشرة على استقرار المنطقة، مشدداً على ضرورة التعاون المشترك لحماية مصالح الأمة وتأمين مستقبل الأجيال، مع التركيز على تنسيق الجهود العملية لمواجهة التحديات المتزايدة.
توحيد الصف العربي والإسلامي
بدوره، قال الخبير الاستراتيجي د.ليث القهيوي، إن خطاب الملك أشار إلى أن السماح للكيان بالتمادي من قبل المجتمع الدولي شجعه على مواصلة اعتداءاته في فلسطين ولبنان وسورية، وامتد مؤخراً لتشمل تهديد سيادة دولة قطر الشقيقة.
وأضاف، إن كلمة جلالة الملك حملت دعوة صريحة للانتقال من مرحلة البيانات إلى التنفيذ العملي على الأرض، مع التركيز على تحقيق نتائج ملموسة تعكس قدرة الدول العربية على حماية شعوبها ومقدساتها.
وأوضح أن خطاب الملك شدد على أن توحيد الصف العربي والإسلامي هو السبيل لمواجهة المخاطر المتصاعدة، داعياً إلى وضع آليات مشتركة تنسق العمل بين الدول وتضمن حماية الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار طويل المدى.
وأشار القهيوي إلى أن خطاب جلالة الملك عبّر عن مصالح الشعوب العربية والإسلامية المشتركة، مؤكداً أن المرحلة الراهنة تتطلب تضافر جميع الجهود لتفعيل العمل العربي المشترك، وتنسيق السياسات بين المؤسسات الرسمية والخبراء وصناع القرار، وبما يضمن صون كرامة الأمة وحماية حقوق شعوبها.
جهود مكثفة
وقال وزير الزراعة الأسبق د.رضا الخوالدة، إن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ العدوان الصهيوني على الدوحة قاد جهداً دبلوماسياً مكثفاً للتواصل مع الأشقاء في قطر والدول العربية والإسلامية لتوحيد الموقف، والتأكيد على أن أي عدوان على دولة عربية هو عدوان على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتابع، أجرى جلالته مباشرة مكالمة هاتفية مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب فيها عن إدانة الأردن الشديدة لهذا الهجوم، وتضامن الأردن الكامل مع الأمن والشرعية القطرية مثلما قام سمو ولي العهد الأمير الحسين بزيارة الى الدوحة اكد خلالها موقف الملك والاردن الذي يعتبر ان امن قطر من امن الأردن.
وكان الموقف الأردني من الهجوم واضحاً ومباشراً، حيث أدان الهجوم ووصفه بأنه “اعتداء جبان” وخرق فاضح لسيادة قطر والقانون الدولي، داعياً المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته في ردع مثل هذه التصرفات.
ولفت الخوالدة إلى أن كلمة جلالة الملك في القمة العربية امس جاءت قوية وصريحة، حيث شدد جلالته على خطورة الاعتداءات الصهيونية، داعيا إلى موقف عربي موحد يضع حداً لهذه الانتهاكات ويصون الأمن الإقليمي ويحقق العدالة للشعوب.
وأكد أن الموقف الأردني يعبر عن قيادة حكيمة وواعية، ترى في التضامن العربي الطريق الأمثل لمواجهة التحديات، مبيناً أن وقوف الأردن إلى جانب قطر يبعث برسالة واضحة بأن المملكة ستبقى كعهدها صوت الحق والمدافع عن وحدة الصف العربي.
الوقوف إلى جانب الأشقاء
وقالت الكاتبة كريستين نصر إن الموقف الأردني الأصيل في دعم ومساندة دولة قطر الشقيقة بعد العدوان الإسرائيلي شكّل رسالة واضحة في مضامينها، ورسخ نهج المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الوقوف إلى جانب الأشقاء والتضامن معهم في مواجهة التحديات.
وأضافت نصر، إن جلالة الملك عبّر في كلمته التاريخية خلال القمة الإسلامية العربية الطارئة المنعقدة في الدوحة عن تعازيه لأخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مديناً الاعتداء الصهيوني باعتباره خطوة تصعيدية خطيرة لها تبعات واسعة على أمن واستقرار المنطقة، ومؤكداً أن الأردن سيبقى داعماً لقطر وبكافة الإمكانات لمواجهة هذا العدوان.
وأشارت إلى أن الموقف السياسي والدبلوماسي الأردني كان حاضراً بقوة أيضاً في المحافل الدولية، حيث جدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، خلال جلسة مجلس الأمن قبل أيام، موقف المملكة الرافض للاعتداءات الصهيونية والداعي إلى تحرك فاعل يضع حداً لهذه الانتهاكات.
وبيّنت نصر أن أهمية القمة الإسلامية العربية الطارئة تكمن في كونها مؤشراً على صلابة الموقف الداعم لقطر، ورسالة تضامن عربي وإسلامي جامعة، خاصة وأنها جاءت في توقيت بالغ الحساسية، في ظل توسع دائرة العدوان الإسرائيلي من غزة إلى استهداف مكتب حركة المقاومة في الدوحة، ما أدى إلى استشهاد عدد من أفرادها في انتهاك صارخ لسيادة قطر ودورها الاستراتيجي في المنطقة.
واشارت الى أن الأردن يضطلع بدور استراتيجي محوري في قضايا الإقليم، سواء في الملف السوري أو في القضية الفلسطينية التي قدّم فيها تضحيات وجهوداً دبلوماسية وإنسانية وإغاثية متواصلة دعماً للأشقاء في غزة. كما أن مركزية الأردن ومكانته المرموقة دولياً جاءت نتيجة حكمة القيادة الهاشمية وثقة العالم بجلالته، ما رسّخ دور المملكة كصوت عربي بارز ينادي بالسلام والأمن العالميين ويقف دوماً إلى جانب الأشقاء.
انتقاد حاد لسياسة الكيان
وقال منسق الحملة الدولية للدفاع عن القدس جودت مناع أن جلالة الملك عبدالله الثاني أكد في كلمته على مبدأ التضامن العربي، مشددًا على أن أمن قطر واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأردني والعربي وهي رسالة تأتي في سياق إقليمي متوتر، وتعكس رغبة الأردن في تعزيز التنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، خاصة مع التصعيد الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية.

وأشار إلى أن الملك وجه في خطابه انتقادًا واضحًا للسياسات الصهيونية، معتبرًا أن تماديها في الضفة الغربية يقوض فرص السلام ويهدد حل الدولتين وهذا الموقف يعكس التزام الأردن الثابت بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ويدعو إلى تحرك عربي فاعل لوقف العدوان ومنع تهجير الشعب الفلسطيني في ظل غياب ضغط دولي كافٍ على إسرائيل، داعيا الى موقف عربي أكثر صرامة ووضوحًا.

واشار الى ان ربط جلالته بين الاعتداء على قطر والتهديد الصهيوني يوجه رسالة بأن الخطر لا يقتصر على فلسطين، بل يشمل الأمن القومي العربي ككل، ما يستدعي موقفًا جماعيًا حازمًا وموحدًا.

وزاد من الناحية القانونية فإن خطاب الملك ينسجم مع القانون الدولي الإنساني ويؤسس لتحرك قانوني ضد الكيان. يقوي التحالفات العربية، ويضغط لصياغة محور أكثر جرأة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

وأكد المحلل الاستراتيجي د.خالد حماد عياد، ان موقف الأردن تجاه شقيقته قطر ليس بالأمر المستجد وإنما هو الموقف الابرز فيما يتعلق بالتأييد وبالوقوف الى جانب شعب قطر والى جانب الدبلوماسية وهو ما عبر عنه موقف الملك في القمة الاسلامية الطارئة في قطر بأن الأمنين القطري والأردني لا ينفكان والوقوف صفا واحدا هو الأساس.
وأشار إلى تحرك الأردن بقيادة جلالته منذ العدوان على الدوحة على كافة المستويات وفي مختلف المحافل وقوة هذا التحرك الذي حظي بتقدير ودعم دولي.

Share This Article