سُبْحَةُ المجد بين عمّان والدوحة

2 د للقراءة
2 د للقراءة
سُبْحَةُ المجد بين عمّان والدوحة

صراحة نيوز-بقلم: جهاد مساعده

سلامٌ على أرضِ الأردنّ التي تزهو كالعقد الثمين، وتسمو كالنجم الساطع في جبين السنين.
سلامٌ على الدوحةِ الوضّاءة، كأنها الدرّة البيضاء في تاج الخليج، تُحيطها البحارُ بهالةٍ من النور.
يا لَقاءً جمع الندى بالنّدى، والهدى بالهُدى، والعُلا بالعُلا!
أقبل الأميرُ تميم، وبوّاباتُ عمّان تُهدهدُ النسيم، فتناثرت على الدروب أزهارُ الترحاب، وانسكبت في القلوب أنهارُ الإعجاب.
في هذا المَشهَدِ المهيبِ، تعانقت الرايات كما تتعانق الغيومُ في موسم الغيث، فأنبتت من أرضِ المروءة وارفَ الظلال، وأزهرت من شجر الأخوّة أطيبَ الثمار.
هنا التقت همّةُ الهاشميين، يتقدّمهم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بسموِّ القطريين، فازدانت سماء العرب بقمريْن يتكاملان، ونجمين يتلألآن.
يا أبناء الضاد، إن هذا الملتقى ميثاقُ وحدةٍ، وعهدُ نصرةٍ؛ فيه للعروبةِ جذوةٌ، وللقيم سَندٌ، وللأملِ وعدٌ يتجدّدُ كالفجرِ.
ما أبهى أن تتصافح القلوب قبل الأكفّ، وما أسمى أن تتآخى العزائم قبل الكلمات.
ومن عمّان التي تكللها جبالُ النخوة، إلى الدوحة التي تعانقها أمواجُ العزة، يمتدّ حبلٌ متينٌ لا تقطعه صروفُ الدهر، ولا تفتُّ من عزمه ريحٌ ولا مطر.
تاريخٌ يتجلّى، وحاضرٌ يزدهر، ومستقبلٌ يتفجّر بالأماني كينبوعٍ لا ينضب.
وبين عمّان التي تختزن عبق التاريخ، والدوحة التي تشعُّ بروح المجد، يتجدّد عهدُ الأخوّة الراسخة.
إنّ زيارةَ صاحبِ السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرِ دولةِ قطر إلى المملكة الأردنية الهاشمية، في ضيافة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، تُعَدُّ لبنةً متينةً في صرح التعاون العربي، ودليلًا ساطعًا على أنّ الأوطان حين تتشابك قلوبُ قادتها، تتعانق آمالُ شعوبها.
بهذا اللقاء السامي، ترتسم معالمُ مرحلةٍ جديدةٍ من العمل العربي المشترك، تُعلي المصالحَ العليا للأمة، وتفتح أبوابَ التنمية والتكامل، وتؤكّد أنّ المحبة الصادقة والتاريخ العريق هما الضمانةُ الأوفى لمستقبلٍ عربيٍّ أكثر إشراقًا ووحدة.

Share This Article