الشهيد / عبدالمطلب .. طلبها .. ونالها 

6 د للقراءة
6 د للقراءة
الشهيد / عبدالمطلب .. طلبها .. ونالها 

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة

 

زغرودة يا ناس ، فقد زُفَّ اليوم شهيداً ، بطلاً ، مقداماً هو الشهيد / عبدالمطلب القيسي ، ليلحق بكوكبة شهداء الأمة . يُقدِّمون أرواحهم ، بسخاء ، ليكشفوا الغّمة عن أمة هانت ، واستكانت .

 

كل من يؤذي صهيونياً يعتبر مناضلاً ، بل بطلاً . كل من يسفك دم خنزير صهيوني يعتبر رمزاً في البطولة والشجاعة . كل من يقض مضجع العدو يعتبر من البواسل المتفردين عطاءاً ، وإقداماً ، وإنتماءاً ، وإنتقاماً للأرض ، والعِرض ، وشرف الأمة .

 

ولا أبلغ ، ولا أقوى ، ولا أعظم ، ولا أوقع على العقل والوجدان من هكذا شهادة بهكذا جرأة . شهادة جسورة نفذها الشهيد / عبدالمطلب القيسي بدمه مداداً ، شهادة كلها شجاعة ورجولة وتضحية في سبيل يقظة أُمة .

 

على الأحرار ان يُقلِقوا العدو ، ويزعجوه . عليهم ان لا يتركوه يهنأ بإحتلال الأرض . يجب ان لا يطمئن ، ولا يرتاح ، ولا يأمن ، ولا يهدأ ، ولا يسترخي .

 

كل رصاصة تصوب نحو العدو هي مساهمة في التحرير . وكل سكين يُطعن بها مستوطن هي سيف من سيوف الله . وكل حجر يُضرب به صهيونياً وينزف هو سهم ، ومساهمة في التحرير .

 

سفك دماء الصهاينة واجب . من يسفك دم صهيوني هو مجاهد ومناضل صنديد .

 

على طريق الشهيد البطل المقدام / ماهر الجازي الحويطات وإحتفالاً بمرور سنة على استشهاده بتاريخ ٢٠٢٤/٩/٨ . يا له من تكريم ، ويا له من إحتفال ، أيها الشهيد البطل / عبدالمطلب ، أن تقتفي أثره ، وتسير على نهجه ، وبنفس طريقه للإستشهاد ، دليل ان انكما بطلين جسورين متفردين . لله دركما كم انتما بطلين شجاعين مقدامين ثأرتما من العدو قبل إستشهادكما . ذهبتما للعدو ، وانتما مستعدين إستعداد الأبطال الجسورين ، وأمطرتماه بوابل من رصاص من أيدٍ لا تعرف الخوف ، ولا ترتجف عند المواجهة .حملتما الروح في الكف ، دون كفن ، فالكفن هو كرامة أُمة .

 

صحيح ان ما أقدم عليه الشهيد البطل / عبدالمطلب القيسي ، عمل فردي ، وإجتهاد شخصي . لكنه عمل جماهيري ، شعبي ، عروبي لا يتجاسر على الإقدام عليه الا من يحملون صفات الأبطال الشجعان .

 

إستشهادك من أشجع البطولات إقداماً . لانه إستشهاد مع سبق الإصرار والترصد . إقدام سبقه تفكير ، وتخطيط ، جريء وشجاعة متفردة . والجزاء في الفردوس الأعلى باذن الله . كيف لا وانت ذاهب بكامل إرادتك ، وعن سابق إقدام وتصميم وإصرار لتنال من العدو ، وانت واثق ان الشهادة هي النهاية .

 

كوكبة الشهداء البواسل تتوالى ، وبين الحين والآخر ينظم لها صقراً باسلاً ، مقداماً . الأردن الأبي غني بمواكب رجالاته الشجعان الذين سطروا تاريخاً مجيداً ، على مرّ العصور .

 

كيف لا ، وأول شهيد على ثرى فلسطين الشهيد / كايد مفلح العبيدات ، إبن قبيلة العبيدات المعطاءه وطنياً وعروبياً . حيث إرتقى الشهيد / كايد عام ١٩٢٠ ، قبل نشوء الدولة الأردنية الحديثة . وقاد هجوماً ضد القوات الصهيونية في منطقة تل الثعالب في فلسطين ، ولم يأتِ هذا الإقدام إستجابة لأوامر او تكليف من أية جهة رسمية بل بجهود شعبية من أبناء شمال الأردن الأشاوس .

 

وبعد تأسيس الأردن كوطن ، سطر الجيش العربي الأردني الباسل بطولات عديدة ، وإرتقى مئات الشهداء لجنان الخُلد . ولو وددت ذكر أسماء بعض الشهداء بقدر ما تسعفني ذاكرتي لطالت رقاب الأردنيين فخراً وإعتزازاً بهم .

 

الأردني بل العربي الأصيل لا يهاب الموت ، ولا يخشاه ، بل يسعى اليه في سبيل هدفٍ نبيل .

 

لله درك يا ايها الشهيد / عبدالمطلب القيسي ، لقد سطرت بطولة ، وإقداماً ، وشجاعة لا تنسى ، وسيتذكرها الأحرار الشرفاء العرب على مر العصور والدهور . كيف لا ؟ وانت الشجاع الذي أخذ بثأره قبل إستشهاده بتسببه بنفوق خنزيرين لوثا أرضاً مقدسة . عبدالمطلب ، لست الأول ، ولن تكون الأخير ، فكوكبة الشهداء اعدادها في إزدياد ، وكلما طال زمن الإحتلال ، كلما تعاظمت أعدادهم .

 

هنيئاً لك ، يا شهيد الأمة البطل المقدام / عبدالمطلب القيسي ، في الفردوس الأعلى بإذن الله مع النبيين والصديقين والشهداء الذين انت أحدهم . وسيذكرك شرفاء الأمة ما دام في الأمة قلب ينبض . هذه الأمة المبتلاه ، التي إنحدرت الى أدنى المراتب بين أُمم الأرض ، وأثبتَ في إقدامك على الشهادة بجسارة بأن جذوة كرامة الأمة ما زالت مُتقدة .

 

أمتنا ولّادة ، ومواكب الشهداء خير دليل على انها أمة حية رغم الذِلّة ، ورغم الضعف والهوان الذي إعتراها .

 

كل عربي حر شريف لا يقبل الدنية ، هو مشروع شهيد اذا إقتضى الأمر وسنحت الفرصة .

 

إبتسم أيها الشهيد المِقدام الجَسور ، وانت تثأر بإسم أمة على جِسر الكرامة الذي ضاعت عليه كرامة الأمة ، وأبيت الا ان تُبقي الجذوة مُتقدة . لم تهُن عليك كرامة الأمة وهي تُهدر ، فهانت عليك حياتك في سبيلها ، ومن أجل كرامتها . عبدالمطلب ، أيها الرجل الأصيل المِقدام في الفردوس الأعلى بإذن الله .

Share This Article