صراحة نيوز- بقلم: جهاد مساعده
نحنُ الأردنُ؛ قومٌ إذا دقّت طبولُ الحرب نُرعدُ ولا نرتعد، ونُقدِمُ ولا نتراجع. نحنُ أحفادُ الثورةِ الكبرى، وسيوفُنا ما خبت، وقلوبُنا ما وجِفَت.
والليلُ شاهدٌ على عزيمتنا، والجبالُ شامخةٌ تُناجي كبرياءنا.
إن صاح العدوُّ من الغرب، أصهلت عليهم الخيلُ من الشرق، فارتجّت عليه البطاح. لنا في اللطرونِ وباب الوادِ يومٌ من أيامِ الله، وفي الكرامةِ قصةٌ أخرست الطغاة. هناك سطّر فرسانُ الجيشِ العربيِّ بدمائهم صحائفَ لا يمحوها الزمان، يذودون عن الأردن والقدسِ كما يذودُ الفارسُ عن حياضه، لا يثنيهم بردٌ ولا يرهقهم لهيبُ النار.
ولنا ملكٌ هاشميٌّ، عبدُ الله الثاني، يركب صهوة العزم كما يركب الفارسُ جوادَه، يحدو الجيشَ العربيَّ إلى الشرف، ويقف في مقدمة الصفوف إذا دعا الواجب. يعرف أنّ القيادةَ عهدٌ ووفاء، فيقود الرجالَ، ويزرع فيهم روحَ التضحية، ويذكّرهم بأنّ الدفاع عن الأرض عبادة، وصونَ الكرامة شرفٌ لا يعلوه شرف.
وقد عرفتنا المعاركُ، وألفتنا السيوفُ، وجرّبنا الأعادي فما وجدوا إلا صدورًا لا تلين، وأذرعًا تدقّ الأعناق. إن دقّت نواقيسُ الحرب، سمعوا في الوادي صهيلَ خيلِنا، ورأوا في عيونِ جيشنا بريقَ برقٍ يسبق الرعد، ووبالَ الرصاص ينزل عليهم كالمطر، جيشًا ما وهَن ولا استكان، يظلّ على العهد مع قائده ملكًا وشعبًا.
سلامُنا مشهود، لكن بأسَنا أشدّ. نمدّ يدًا للصلح إن عدلوا، ونصعقهم إن بغوا. فليعلم من يتجرّأ على ترابنا أنّا قومٌ إذا استُفزّوا أشعلنا الأرضَ من تحت أقدامهم ومن فوق رؤوسهم نارًا وحُمَمًا.
فإذا وقعت الخطوب، فالأردنُّ لها: ننهضُ كما ينهضُ الليثُ من عرينه، ويقود ملكُنا وجيشُنا الصفوفَ كما يقود الفارسُ فرسانَه، ونحمي القدسَ وفلسطين كما يحمي الفارسُ أهله وعِرضه. هنا أرضُ الأردن لا تعرف الانكسار، ودمٌ لا يرضى بغير النصر.
إذا وقعتِ الخطوب… فالأردنُ لها
