روسيا تؤجل إنتاج طائرة الإنذار المبكر إيه-50 المطوّرة

3 د للقراءة
3 د للقراءة
روسيا تؤجل إنتاج طائرة الإنذار المبكر إيه-50 المطوّرة

صراحة نيوز-أعلنت الحكومة الروسية عن تأجيل برنامج استراتيجي كان يهدف إلى استئناف إنتاج طائرة الإنذار المبكر والسيطرة المطوّرة إيه-50، وذلك حتى الانتهاء من جميع أعمال التطوير والاختبارات الفنية اللازمة.

وأوضح سيرغي كوروتكوف، المصمم العام ونائب المدير العام للمؤسسة، أن “القرار بشأن بدء الإنتاج لم يُتخذ بعد”، مشيراً إلى أن عددًا من الأنظمة الإلكترونية على متن الطائرة لا يزال قيد الاختبار، ما يستوجب تأجيل أي خطط للإنتاج حتى إثبات فعاليتها واستيفائها المعايير المطلوبة، بحسب موقع مجلة Military Watch.

ويعد أسطول روسيا من طائرات الإنذار المبكر محدود القدرات مقارنة بالولايات المتحدة والصين، سواء من حيث العدد أو تنوع الأنظمة التشغيلية، ورغم سعي موسكو لسد هذه الفجوة، ما تزال العقبات التقنية تعرقل عملية التطوير.

وكان من المفترض أن تشكّل طائرة إيه-100 الجيل الجديد من طائرات الإنذار المبكر، إذ نفذت أول رحلة لها عام 2017، وخضعت لاختبارات رادارها الجديد لأول مرة في 2022، إلا أن المشروع تعرّض لسلسلة من التأجيلات نتيجة قصور قطاع الإلكترونيات الروسي. وكان من المتوقع أن توفر الطائرة قدرات متقدمة تشمل موثوقية أعلى، مقاومة للتشويش، مدى كشف أطول، وأنظمة إلكترونية متطورة، مع الاعتماد على هيكل طائرة النقل إيل-78.

وفي ظل هذه العراقيل، اتجهت موسكو إلى تحديث الطائرات السوفياتية القديمة إيه-50 إلى النسخة المطوّرة إيه-50 يو، ما أدى إلى تحسين ملحوظ في القدرات، إذ ارتفع مدى الكشف عن الأهداف الجوية بحجم مقاتلة من 400 كيلومتر إلى أكثر من 700 كيلومتر. وقد أثبتت هذه النسخة فعاليتها خلال الحرب في أوكرانيا، رغم تقارير أوكرانية وغربية تفيد بإسقاط طائرتين منها بصواريخ بعيدة المدى، منها صاروخ إس-200 السوفييتي القديم.

وتُعد طائرات الإنذار المبكر عنصراً حاسماً في العمليات الجوية، إذ توفر وعيًا ميدانيًا أوسع، إمكانيات القيادة والسيطرة، وتوجيه الصواريخ، مع السماح بتنفيذ عمليات استهداف دون كشفها للعدو. وأظهرت الحرب في أوكرانيا أهمية طائرة إيه-50 يو في توجيه صواريخ 40N6 بعيدة المدى التابعة لمنظومة إس-400، وكذلك صواريخ آر-37 إم من مقاتلات سو-35، بمدى يصل إلى 400 كيلومتر.

ويعتقد محللون أن أحد أسباب التأخير في تطوير أنظمة إيه-50 يعود إلى إدماج الدروس المستخلصة من الحرب الأوكرانية ضمن التعديلات، مما يفسّر استمرار التأجيل في استئناف الإنتاج، ليظل مستقبل برنامج “الرادار الطائر” الروسي رهن التطورات الميدانية والتكنولوجية المقبلة.

Share This Article