لردع دولة الاحتلال وإيقافها عند حدها

3 د للقراءة
3 د للقراءة
لردع دولة الاحتلال وإيقافها عند حدها

صراحة نيوز – بقلم / نسيم عنيزات

إن اتفاقية الدفاع بين السعودية وباكستان تشكل خطوة استراتيجية مهمة وتؤسس لمرحلة جديدة لقوة الردع بين البلدين في ظل التغيرات العالمية وما تشهده المنطقة من تطورات وحالة من عدم اليقين.
كما تشكل أرضية ودفعة لانضمام دول عربية وإسلامية، خاصة بعد إعلان وزير الدفاع الباكستاني بأن الباب مفتوح للدخول في هذه الاتفاقية التي تعتبر ضرورة استراتيجية في ظل الغطرسة الصهيونية وأطماعها التوسعية في منطقتنا.
وأثبت التاريخ والأيام الماضية أن الحليف الأمريكي غير موثوق به، ولا يُؤتمن جانبه المنحاز دائمًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يضرب عرض الحائط بكل تحالفاته لمصلحة إسرائيل ومساعدتها في تحقيق أهدافها الاستعمارية والتوسعية.
وكان آخرها حالة الصمت أمام العدوان الإسرائيلي على قطر، التي تعتبر من أهم حلفائها وترتبط معها بعلاقات قوية، وسمحت للطائرات الإسرائيلية بمهاجمتها دون أن تحرك ساكنًا على الرغم من وجود قواعد عسكرية أمريكية على الأراضي القطرية.
فهي، أي الولايات المتحدة الأمريكية، توظف جميع إمكانياتها العسكرية والدبلوماسية لخدمة الأهداف الإسرائيلية التي تهدد منطقتنا العربية دون استثناء، على الرغم من التحالفات التاريخية التي تربطها بالدول العربية.
وقرأت المملكة العربية السعودية المشهد على واقعه الحقيقي، الأمر الذي دفعها نحو البحث عن مصالحها وتحقيق أمنها الوطني من خلال اتفاقية تاريخية مع باكستان، كرسالة للطامعين والمتغطرسين بأن المملكة قادرة على حماية أمنها ومصالحها دون أن تضر بتحالفاتها وعلاقتها مع الدول الأخرى.
الأمر الذي على جميع دول المنطقة أن تنظر إلى الخطوة السعودية وأن تكون دافعًا لها في تنويع خياراتها والبحث عن تحالفات جديدة تضمن لها حماية أمنها ومصالحها وتشكّل حالة ردع أمام التهور الإسرائيلي الذي يقوده يمين متطرف لا يعترف بأي مواثيق ولا يعرف إلا لغة السلاح والدمار والتجويع.
وألا يضع جميع خياراته في سلة الولايات المتحدة الأمريكية، التي أثبتت أنها لا تؤمن إلا بمصالحها ولا تقف إلا إلى جانب إسرائيل. المشاهد أمامنا كثيرة وليست بعيدة زمنيًا؛ فقد تخلت عن أوكرانيا وأصبحت تبتزها بعد أن ورطتها في حربها مع روسيا.
كما تخلت عن أشد حلفائها الأوروبيين وابتزتهم والضغط عليهم اقتصاديًا وفرض مواقف سياسية تحقق أهدافها وتضمن مصالحها دون أي اعتبار لأي مصلحة لهم.
إن إبادة غزة وتجويع أهلها وتهجير سكانها، وحصار الضفة وضم أراضيها، وتوسيع المستوطنات فيها ومحاولات التهويد في قدسها وتهديد أقصاها، واحتلال الأراضي اللبنانية ومهاجمة الأراضي السورية، وحربها على إيران ومهاجمة دولة قطر المدعومة أمريكيًا، لهو دليل قاطع بأن هناك مخططًا أمريكيًا إسرائيليًا يتعلق بالمنطقة نحو التقسيم والتغيير على طريقة «يالطا» دون أن يكون لنا أي دور أو رأي.
مما يستلزم قراءة المشهد وتفسير التصريحات الإسرائيلية على حقيقتها، ومتابعة الإجراءات والأعمال الإسرائيلية ووضعها في قالبها الصحيح، وهو التوسع والتهجير نحو شرق أوسط جديد بقالب وزعامة إسرائيلية.
ومن ثم اتخاذ خطوات سريعة وعاجلة نحو تغيير الاستراتيجيات وتشكيل تحالفات عسكرية على غرار الاتفاقية السعودية-الباكستانية أو الانضمام إليها لدعمها وزيادة قوتها.
عندها سنردع إسرائيل ونوقفها عند حدها.

Share This Article