صراحة نيوز- حاتم الكسواني
لامت أليس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية الدول العربية على عدم قطع علاقاتها الإقتصادية والتطبيعية مع إسرائيل ، وعدم إتخاذها لخطوات ضاغطة على العدو الصهيوني لوقف عملية الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة مشيرة بأن الوقت يضيق أمام نية إسرائيل بتهجير أهالي غزة وضمها ، والإستدارة لممارسة أفعالها الهادفة للإبادة والتهجير والضم للضفة الغربية داعية كل دول العالم أن تتخذ إجراءات عملية لمنع هذا السلوك الإسرائيلي الخطير الذي يهدد السلم العالمي وإفشاله
ويبدو ان إسرائيل تسابق الزمن بمواصلة تنفيذ مخططاتها قبل عقد جلسة الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة يوم غد الإثنين والتي ستعترف خلالها 10 دول إضافية بدولة فلسطين منها دول وازنة في السياسة الدولية كفرنسا وبريطانيا وأستراليا والبرتغال وكندا بالإضافة إلى بلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وسان مارينو .
هذا السلوك الإسرائيلي بات واضحا عمليا بتوسيع إسرائيل عملية ضمها للمناطق الفلسطينية المحتلة باتخاذها اليوم قرارات بوضع قرى بيت إكسا والنبي صموئيل وحي الخلايله شمال شرق مدينة القدس تحت وضع خاص يقيد حركة السكان فيها تمهيدا لضمها ،
ونفس الأمر ينطبق على مجموعة قرى في محيط مدينة بيت لحم المحتلة .
ورغم أن شعوب العالم تقود حركة مواجهة عارمة رافضة للسلوك الإجرامي الإسرائيلي إلا أن المطالب والضغوط الشعبية تتزايد بالطلب من حكوماتها عدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإستنكار والذهاب إلى إجراءات محاصرة إقتصادية وقرارات بقطع كافة العلاقات الدبلوماسية والعلمية وعلاقات البحث والتطوير العسكرية والتزويد بالسلاح والعتاد ، و كافة اشكال العلاقات الإستثمارية مع الكيان الغاصب .
فبناء السلام مع دولة التطرف والفصل العنصري يحتاج إلى التلويح بالقوة و إلى ممارسة الأفراد والجماعات لدورهما في ذلك الإطار ، ومثالا على ذلك ما قامت به جماعة عمان لحوارات المستقبل من إصدار خارطة طريق لحماية الأردن ضمن ورقة بينت دلالات النوايا الإسرائيلية لإستهداف الوطن الأردني ، و ما يراه خبراؤها من خطوات وإجراءات لازمة لتحقيق هدف حماية الأردن.
ويتطلب الأمر كذلك أن يساهم الأفراد كل من موقعه في عملية المواجهة والصمود فعلى الكتاب والمحللين السياسيين أن يرفعوا وعي المجتمعات العربية حتى لا تقع فريسة وسائل الدعاية الصهيونية وغرف التضليل السوداء الناشطة على صفحات التواصل الإجتماعي التي تستهدف معنويات شعوبنا وبث روح الهزيمة بين اوساطها أو تلك المعنية بتنفيذ حملات تخدم أهداف العدو الصهيوني كتلك الحملة التي تهدف إلى ترميم إستراتيجية مظلومية الشعب الإسرائيلي الدعائية التي أصابها الضرر و خسرتها إسرائيل نتيجة تنفيذها لعملية إبادة وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني لم يشهد تاريخ الإنسانية مثيلا لها ، وذلك بنشر سلسلة من القصص الكاذبة لمقتل مواطنين وجنود إسرائيليين على يد الفلسطينيين مصاغة بأسلوب يحمل في ثناياه جوانب إنسانية ضمن حملة تضليل يقصد منها العودة إلى كذبة مظلومية الشعب الإسرائيلي ، ودفع المواطنين العرب للتعليق عليها ثم تسويقها في مختلف اوساط المجتمعات العالمية بإعتبارها تعليقات عنصرية بهدف إستدرار عطفها وتعاطفها مع تلك القصص المفبركة الكاذبة التي سوقوها لتلك المجتمعات خلال عدة عقود من الزمان .
وعلى المستوى الفردي فإن كل فرد يستطيع ان يسهم بجهد مقاوم للإحتلال واهدافه بتقديم ما يستطيع من موقعه وحسب امكاناته وخبراته كذلك الجهد الذي قدمته الشيف ياسمين ناصر من خلال مجموعة فيديوهاتها الإرشادية للمجتمع الفلسطيني في غزة في كيفية مواجهة التجويع الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية المتطرفة عليهم بإستغلال ابسط المواد والوسائل المتوفرة لديهم .
واخيرا نقول بضرورة تعظيم وقفات الشعوب العربية بكل الأساليب التي استجابوا لها منذ بدء الإعتداءات الصهيونية الوحشية على غزة والضفة الغربية كمقاطعة التعامل مع أفراد المجتمع الإسرائيلي المحتل للأرض الفلسطينية و الإستمرار بمقاطعة الشركات المؤيدة للكيان الغاصب وإعتداءاته ، بالإضافة إلى الإستماع لتوجيهات المنظمات الوطنية الخبيرة في اساليب ومجالات مقاومة عدونا المحتل .
كما نقول بضرورة إنتفاضة أبناء الشعب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة لأننا اليوم نخوض معركة وجود إذا تم التراخي بها فإنه حكما يؤدي إلى خسارة القضية والوطن الفلسطيني. فهذا زمن المواقف والتضحيات لا زمن التخاذل والإستسلام .