النائب الأسبق العزام يعترف بخطأ ارتكبه ويعتذر للشعب الاردني

5 د للقراءة
5 د للقراءة
النائب الأسبق العزام يعترف بخطأ ارتكبه ويعتذر للشعب الاردني

صراحة نيوز- بعد ٢٩ عاما على مصادقة مجلس النواب الأردني على معاهدة وادي عربة النائب الأسبق الدكتور عبد المجيد العزام يعتذر لتصويته على القرار

وقدّم النائب الأسبق العزام اعتذاره للشعب الأردني خلال لقاء جماهيري في إربد، معترفاً بخطأه في التصويت لصالح معاهدة وادي عربة عام 1994 عندما كان عضواً في مجلس النواب الثاني عشر.

وأكد العزام أن المعاهدة تحولت إلى نصوص غير ملزمة للاحتلال الإسرائيلي، الذي تنصل من بنودها وواصل سياساته التهديدية تجاه الأردن. ودعا العزام الأردنيين إلى الوحدة والالتفاف حول القيادة الهاشمية لمواجهة التحديات والحفاظ على استقرار الوطن وأمنه…….

(نص الأعتذار )

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله حمداً يليق بعظمته وجلاله ، والصلاة والسلام على النبي الهادي الى سبل السلام ، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أصحاب المعالي ، والسعادة ، والعطوفة ، الجمع الطيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يطيب لي في البدء أن أرحب بمقاماتكم الكريمة ترحيباً حاراً صادقاً ، لا سيما وقناعتي أنكم ثلة اصيلة من رجالات بحجم الوطن ، غيارى على ترابه وإرثه ، قبضتم على جمر المسؤولية بكل عزم واقتدار ، وقد استلهمتم المصلحة العليا له بالأفعال لا بالأقوال ، وواقعاً لا تنظيراً ، قدوتكم في ذلك سيد العطاء جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه ، فبوركت أياديكم المعطاءة ما فيه الخير والفلاح للوطن والمواطن على السواء .
الأخوة الكرام ، في مثل لقاءات الخير هذه ، لا بأس ولا ضير في طرح إلمامة في المشهد الراهن الذي يعيشه وطننا في ظل هذه الفوضى الشرق أوسطية التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي ، ومن ثم ما يتعرض له بلدنا من تهديدات شرسة من عصابة الحكم في تل أبيب ، وما تنفك تدعو جهاراً نهاراً الى سياسات تقود الى المساس بالأردن ومستقبل وجوده ، وتفرض ظروفاً قاهرة غايتها تهجير فلسطيني الضفة الغربية نحوه ، ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية ، وغير آبهين بما جاء في المادتين الثانية والرابعة من اتفاقية السلام المعروفة بمعاهدة وادي عربة – واللتان نصتا على الإمتناع عن التهديد بالقوة ، فضلاً عن أية تحركات قسرية للسكان أمراً غير مسموحاً به . فضلاً عن الوعود الأمريكية بضمان حدود الأردن وأمنه واستقراره على مدى هذه الفترة الزمنية ، وانتعاشه الاقتصادي ، الوعود التي لم تتحقق على أرض الواقع ، وعليه فإن هذه التهديدات تعد انتهاكاً صارخاً لبنود المعاهدة وخروجاً ممنهجاً على أهدافها والأسباب التي دعت إليها ، وأصبحت المعاهدة برمتها نصوصاً مكتوبة قابعة على الرف ، يتخير منها المحتل متى شاء ما يخدم مصالحه ونواياه ، بل أكاد أجزم انه ما كان ليوقع لولا يقينه انه غير ملزم بها في القادم من الأيام .
أيها الحشد الكريم ، إن هذا الواقع يشعرني على الصعيد الشخصي بمزيد من الألم والأسف ، ففضلاً عما آلت اليه الأمور ، فقد كنت من المصوتين لصالح المصادقة على هذه المعاهدة في الجلسة النيابية التي عقدت في الخامس من تشرين الثاني عام 1994 م ، وكنت حينها عضواً في مجلس النواب الثاني عشر ، وأعترف لكم ايها السادة الحضور انني اخطأت التقدير ، فقد قرأت مواد المعاهدة بعين الوطن فقلت حينها أنها تطرح بنوداً وافكاراً وردية ، وأنها ستوفر مظلة من الامان والإستقرار في وطن شآت الأقدار – أن يقع في جغرافيا النار ، لكن الظن خاب ، وغفل حينها عن الهدي المستقيم في قوله تعالى ” أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ” وقوله تعالى ” الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ” . لقد كان علي آنذاك قراءة المضمون بعين التاريخ ، فهو ليس كتاباً يقرأ من الورق بل قوة حية تسكن الجغرافيا وتتحكم بمصائر الأمم ، فسلام مع المحتل لم يكن محطة استقرار ، بل استراحة قصيرة في رحلة صراع اطول تحكمها قوانين التاريخ .
أيها الأخوة الكرام : من هذا المنطلق ومع كل ما يجري ، فإنني اليوم أقدم غاية اعتذاري للوطن وكل ابنائه وللتاريخ عن وقوفي الى جانب المعاهدة آنذاك وتصويتي لصالحها للآنف من الأسباب الذي ذكرت ، والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل .
الأخوة الكرام : ومع كل ما يجري فإننا نحمد الله أن وهبنا قيادة حكيمة قادرة على تحويل كل تهديد وخطر خارجي الى فرصة للتماسك الداخلي وبناء مشروع وطني جامع – ومن هنا فإنني أهيب بأبناء هذا الوطن من مختلف الاصول والمنابت الى الوحدة واللحمة والثبات ، والإلتفاف حول قيادتنا الحكيمة وتفويت آمال العدو وطموحاته في زعزعة أمن وطننا وضرب وحدته واستقراره ووجوده .
اللهم وفقنا لما فيه الخير في أقوالنا وأفعالنا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Share This Article