صراحة نيوز- أظهرت دراسة حديثة أن الإفراط في استهلاك المحليات الصناعية منخفضة أو عديمة السعرات، المستخدمة في مشروبات الحمية والعلكة الخالية من السكر، قد يرتبط بتراجع أسرع في الذاكرة والقدرات الذهنية، ما يثير تساؤلات حول سلامتها على المدى الطويل.
وأُجريت الدراسة في جامعة ساو باولو بالبرازيل، حيث تابع الباحثون أكثر من 12 ألف بالغ على مدى ثماني سنوات ضمن مشروع “الدراسة الطولية البرازيلية لصحة البالغين”، ونُشرت نتائجها في مجلة Neurology العلمية.
وجَّه الباحثون المشاركين، الذين تراوحت أعمارهم بين 35 عاماً فأكثر، أسئلة تفصيلية عن عاداتهم الغذائية، وحسبوا كمية استهلاكهم لسبعة أنواع من المحليات الصناعية مثل الأسبارتام، السكرين، الإريثريتول، والزيليتول. وبلغ متوسط الاستهلاك اليومي للمشاركين نحو 92 مليغراماً.
تراجع أسرع في وظائف الدماغ
ووجد الباحثون أن المشاركين دون سن الستين الذين يفرطون في تناول المحليات الصناعية يعانون تراجعاً أسرع في مجالات أساسية لوظائف الدماغ، مثل الطلاقة اللفظية (القدرة على التحدث بوضوح وسرعة واختيار الكلمات) والقدرات الإدراكية العامة، بما في ذلك الذاكرة والتركيز وحل المشكلات.
أما كبار السن (60 عاماً فما فوق)، فلم يظهر لديهم ارتباط واضح بين كمية المحليات المستهلكة وتغير القدرات الذهنية مع مرور الوقت. ومع ذلك، بدا أن الإفراط في تناول هذه المواد مرتبط بتدهور أسرع في الذاكرة والتفكير لدى المصابين وغير المصابين بالسكري.
وتشمل المحليات المرتبطة بالتراجع المعرفي الأسبارتام، السكرين، أسيسلفام ك، الإريثريتول، السوربيتول، والزيليتول، وهي شائعة في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية، الحلويات الخالية من السكر، العلكة، ألواح البروتين، وبعض الأدوية.
وأوضحت الدكتورة كلاوديا كيمييه سوييموتو، إحدى المشاركات في إعداد الدراسة، أن هذه البدائل تُسوّق كخيارات صحية للتحكم في الوزن أو مستويات السكر في الدم، لكن النتائج تشير إلى آثار سلبية محتملة على صحة الدماغ على المدى الطويل.
وشددت على أن الدراسة “رصدية”، ما يعني أنها لا تثبت مباشرة أن المحليات الصناعية تسبب التدهور المعرفي، إذ قد تلعب عوامل أخرى مثل النظام الغذائي العام، ممارسة الرياضة، أو الحالة الصحية دوراً في النتائج. ومع ذلك، ترى أن هذه النتائج كافية للدعوة إلى مزيد من الدراسات وتنبيه الناس إلى ضرورة الحذر في استهلاك كميات كبيرة من هذه المحليات، خصوصاً لدى صغار السن الذين قد يتناولونها يومياً ولسنوات طويلة.
واختتمت الدراسة بالقول إن النتائج تضيف حلقة جديدة للمخاوف المتزايدة حول تأثير المحليات الصناعية، ليس فقط على الوزن أو مستوى السكر، وإنما أيضاً على صحة الدماغ، مشيرة إلى أن الحد من استهلاك هذه المواد والتركيز على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة قد يكون الخيار الأكثر أماناً.