الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تتويجًا لمسار طويل من الجهود الدبلوماسية الأردنية

3 د للقراءة
3 د للقراءة
الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تتويجًا لمسار طويل من الجهود الدبلوماسية الأردنية

صراحة نيوز- تشكل الموجة المتصاعدة من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تتويجًا لمسار طويل من الجهود الدبلوماسية الأردنية، التي ظلت ثابتة في الدفاع عن الحق الفلسطيني والسعي لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.

ولطالما عملت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني على حشد المواقف الدولية لضمان بقاء خيار حل الدولتين الإطار الوحيد لإنهاء الصراع، في مواجهة محاولات إسرائيلية متكررة لفرض وقائع جديدة عبر الاستيطان ومصادرة الأراضي. وشدد جلالته مرارًا على أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق تسوية عادلة وشاملة.

وقدمت الأردن نفسها في كل المحافل كصوت صلب للقضية الفلسطينية، مستندة إلى رؤية وطنية وقومية تعتبر القضية الفلسطينية أولوية لا تحتمل المساومة، مستغلة مكانة جلالة الملك الدولية واحترام المجتمع الدولي، لتكون المدافع الأبرز عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

ومنذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، قاد الأردن جهودًا استثنائية للتخفيف من معاناة الفلسطينيين والدفع نحو حل عادل ودائم يترجم حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مع معالجة قضايا الوضع النهائي التي تمس مصالح الأردن المباشرة: القدس، اللاجئون، الحدود، المياه، والأمن.

وعلى مدى العقود الماضية، قدم الأردن عبر عضويته في الأمم المتحدة مبادرات وقرارات كان لها أثر محوري في ترسيخ البعد القانوني والسياسي للقضية الفلسطينية، مثل الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية عام 2004 بشأن عدم شرعية الجدار العازل، ودعم قرار الجمعية العامة في 2012 الذي رفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو.

كما قدمت الدبلوماسية الأردنية العديد من المبادرات ومشاريع القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية، داعمة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والعودة إلى حدود 4 يونيو 1967، وحل مسألة اللاجئين وفق القرارات الدولية.

ويواصل الأردن التزامه الإنساني باستضافة أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، بالتعاون مع وكالة الأونروا، ودعم ميزانيتها ماليًا وسياسيًا، مع السعي لحشد المساندة الدولية لاستمرار عملها حتى التوصل إلى حل نهائي لقضية اللاجئين.

وتبرز أهمية استثمار التحولات الراهنة في الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بما ينسجم مع الرؤية الأردنية الهاشمية، إذ تشكل هذه اللحظة فرصة لتعزيز عزلة إسرائيل دوليًا نتيجة سياساتها الرافضة للسلام، وفي الوقت نفسه ترسيخ خطوات عملية على الأرض تمهد لقيام الدولة الفلسطينية المنشودة، عبر بناء مؤسسات وبنية تحتية للدولة المستقبلية، بعيدًا عن منطق إدارة الصراع، ونحو عدالة واستقرار طال انتظارهما.

Share This Article