صراحة نيوز- بقلم /حمادة فراعنة
1- معاناة وعذابات ووجع الشعب الفلسطيني، وما تعرض له، ولا يزال، علناً، متعمداً، مقصوداً، حتى يتم قتل أكبر عدد من أبنائه المدنيين، أو ترحيلهم وطردهم، من قبل قوات المستعمرة الاسرائيلية، دفع الشعوب الأوروبية للتحرك والتظاهر والتضامن مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من أذى واضح.
2- الجرائم البشعة التي قارفتها المستعمرة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني علناً وتحت الأضواء والمشاهد المكشوفة والمظاهر المخزية، أحرجت الحكومات الأوروبية وأخجلتها أمام شعوبها وأمام العالم.
3- رغبة الأوروبيين للتخلص من عقدة «العداء للسامية»، التي ألزمتهم ورافقتهم، منذ أن تعرض اليهود للمس والاضطهاد على يد القيصرية الروسية والنازية الالمانية والفاشية الايطالية، ولهذا وجدوا في الممارسات الإجرامية الإسرائيلية فرصة للتخلص من عقدة العداء للسامية التي يتعرض لها كل من يمس اليهود أو الإسرائيليين بأي نقد، حتى ولو كان موضوعياً، يتعرض للمساءلة القانونية تحت شبهة وتهمة «العداء للسامية» ولهذا وجدوا في التجاوزات الإسرائيلية وارتكاب المحرمات فرصة للتراجع والانحسار والتحرر من دعمهم الأعمى الملزم للمستعمرة الإسرائيلية.
وفي كل الأحوال، سلسلة الاعترافات الأوروبية للدولة الفلسطينية مكسب سياسي للفلسطينيين ولقضيتهم وشرعية نضالهم، ولكنها لن تضيف جديداً على صعيد تحقيق خطوات عملية ملموسة على الأرض وفي الميدان، وهو الذي يصنع الوقائع والحقائق، والنتائج.
حكومة المستعمرة التي أصابها الغيظ والحقد وردات الفعل العنيفة ستتخذ اجراءات متعددة على الأرض من حيث توسيع الاستيطان الاستعماري التوسعي، وضم أراضي الضفة كاملة أو جزئياً، وستواصل سياسة تعطيل أداء السلطة الفلسطينية واضعافها وبث الأكاذيب ضدها وتشويه سمعتها لتكون ذريعة نحو تنفيذ سياسات المستعمرة التي تحول دون الإقرار وعدم الاعتراف والتضييق بهدف عدم تثبيت مؤسسات السلطة الفلسطينية، كسلطة تمثيلية محترمة لشعبها وأمام العالم.
الاعتراف الدولي يستكمل مهامه، ولكنه لن يتحول إلى حقيقة على أرض فلسطين، وهذا يتطلب ضغطا دوليا وأوروبيا لحماية السلطة من محاولات التبديد والافقار والاضعاف المتعمد، ليكون الشعار المقبل بعد اقرار الاعتراف الدولي، هو: انتقال الاعتراف إلى الاقرار، مرورواً بفرض عقوبات على المستعمرة حتى ترضخ لمعطيات الواقع الفلسطيني الملموس على الأرض، ولمعطيات حجم الاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين بدولتهم المستقلة بعد الانسحاب الإسرائيلي.
الانسحاب ونيل الدولة وانتزاع الحرية والاستقلال، لن يتم بدون تضحيات ونضال، ولا احد يتوهم، لا قرارات الأمم المتحدة والاعتراف الدولي، سيتحول إلى حقيقة بدون مواصلة النضال وتقديم التضحيات، وليس عن طريق المفاوضات، بل عبر انتفاضة شعبية تمتد لكافة المدن والقرى الفلسطينية بدون عنف وبدون عمل مسلح، ومواصلة النضال على غرار الانتفاضة الأولى عام 1987، ومع وجود هذا الزخم بالتضامن والاعتراف الدولي سيعجل من تحقيق الانجاز والانتصار للشعب الفلسطيني، ويعجل الهزيمة للمستعمرة وتطرفها وهمجيتها وجرائمها.