الملك إلى العالم: «الطريق واضح»

4 د للقراءة
4 د للقراءة
الملك إلى العالم: «الطريق واضح»

صراحة نيوز- بقلم / عوني الداوود

قالها جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس من على منبر الأمم المتحدة وبكل وضوح: «يجب أن تنتهي الحرب على غزة وأن تتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق».
جلالة الملك، وببضع دقائق، لخّص واقع الحال الذي تمر به المنطقة بعد عامين من حرب الإبادة على غزة، وبما يمثّل «انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية».
في كلمته التي ألقاها بالأمس، خلال المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين في نيويورك، لخّص جلالة الملك جهدًا بذله – ليس فقط منذ عامين وتحديدًا منذ 7 أكتوبر 2023 – بل ومنذ نحو ربع قرن من الزمان، وجلالة الملك يؤكد موقف الأردن الثابت والواضح من أجل سلام عادل وشامل في المنطقة، ولا سبيل إلى ذلك دون حل الدولتين.
الجهد الدبلوماسي الكبير الذي بذله جلالة الملك منذ نحو عامين، ومن خلال مئات الاتصالات واللقاءات والزيارات والمحادثات مع قادة العالم والوفود داخل الأردن وخارجها من أجل أمن واستقرار المنطقة.. وقادة وزعماء العالم يشهدون لجلالة الملك بالحكمة والحنكة، فجلالته يشكّل صمّام أمان المنطقة ومرجعية العالم كلّه بما يصلح للمنطقة وما لا يصلح لها. وقد تكللت جهود جلالته أخيرًا بإقناع العالم الذي شاهد بأمّ عينيه ما ترتكبه إسرائيل من فظائع وجرائم إبادة.. وسردية كاذبة باطلة واجهتها السردية الأردنية بالحقائق والبراهين، فكان هذا الإنجاز الكبير باعتراف نحو 150 دولة عضو بالأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.
هذا الاعتراف وصفه جلالة الملك بالأمس بأنه يعدّ «خطوة مهمّة يخطوها العالم اليوم على الطريق لتحقيق السلام العادل والدائم».. كما أن «الإجماع العالمي على دعم حل الدولتين رسالة واضحة لإنهاء الصراع».
الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتزام الدول بهذا القرار يمثّل بداية عملية طويلة وصعبة لكنها جوهرية لتحقيق مستقبل من السلام – كما قال جلالة الملك – ولذلك فإنّ الأمر يتطلب ما يلي:
1 – الوقف الفوري للحرب على غزة.
2 – إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
3 – يجب أن تنتهي جميع الإجراءات الأحادية غير القانونية في الضفة الغربية.
4 – وقف العنف الذي يرتكبه المستوطنون.
5 – وقف جميع الإجراءات التي تقوّض حل الدولتين.
*باختصار:
أ) – الطريق واضح – كما قال بالأمس جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته -: «إما السير على درب الحرب والصراع المظلم والدموي، أو اختيار طريق السلام على أساس حل الدولتين».
ب) – ما تمّ بالأمس من اعتراف عالمي كبير بالدولة الفلسطينية هو ثمرة جهد دبلوماسي أردني كبير قاده جلالة الملك، وبتنسيق دائم وتواصل مع كافة عواصم صنع القرار، وتحديدًا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية الصديقة.. هذا الجهد لا بد أن يتواصل حتى يُكلَّل بإنهاء الحرب على غزة، والعمل المشترك من أجل «استعادة الأمل»، لتحقيق مستقبل من السلام.
ج) – الاعتراف بالدولة الفلسطينية بداية مرحلة جديدة، تؤكد أن دماء الشهداء والأبرياء في غزة لم تذهب هدرًا، بل أحيت القضية الفلسطينية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تندثر.. واعتراف العالم بالأمس بفلسطين كدولة يمنحنا الأمل بأن الضمير العالمي قد استيقظ على جرائم إسرائيلية لم تعد تحتمل.. وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالفعل هو «حق» وليس «مكافأة».

Share This Article