صراحة نيوز- بقلم / مهند ال خطاب
رغم تعدد الأحزاب الوسطية في الأردن وتنوع مسمياتها، إلا أن حضورها على الساحة السياسية ما يزال محدودًا وضعيفًا، الأمر الذي يقلل من فرصها في لعب دور فاعل داخل المشهد الحزبي الوطني.
ويرى متابعون أن ضعف انتشار هذه الأحزاب يعود إلى محدودية أعداد المنتسبين إليها، وتشابه برامجها السياسية إلى حد كبير، ما جعلها غير قادرة على إقناع الشارع الأردني بجدوى الانخراط فيها أو اعتبارها خيارًا جادًا للتغيير. هذا الواقع انعكس على موقعها السياسي، الذي بدا أقرب إلى الدور الشكلي منه إلى التأثير الفعلي.
وفي ظل هذا التراجع، يبرز خيار الاندماج كضرورة ملحة أمام هذه الأحزاب، إذ إن التشتت لا يتيح فرصًا حقيقية للتأثير أو المنافسة، في حين أن توحيد الجهود داخل كيان أكبر وأكثر تنظيمًا يمكن أن يسهم في تعزيز الحضور الجماهيري وصياغة برامج واضحة تستجيب لأولويات المجتمع.
لكن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في إعلان الاندماج أو دمج الأطر التنظيمية، بل في صياغة رؤية سياسية مشتركة وبرنامج عملي يعكس هموم المواطنين، خصوصًا القضايا الاقتصادية والمعيشية، إلى جانب فتح المجال أمام مشاركة أوسع للشباب والنساء في الحياة الحزبية.
وبحسب مراقبين، فإن مستقبل الأحزاب الوسطية سيتحدد بقدرتها على الانتقال من حالة التشرذم إلى بناء مشروع سياسي جاد. فإذا تمكنت من إحداث اندماج قائم على المضمون لا الشكل، قد تتحول إلى قوة مؤثرة داخل الحياة الحزبية الأردنية. أما إذا بقيت على وضعها الحالي، فإنها ستظل بعيدة عن التأثير، مهما تعددت عناوينها.