صراحة نيوز-أول كلمة لرئيس سوري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 58 عامًا، دعا أحمد الشرع، الأربعاء، إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده بشكل كامل، محذراً من التهديدات الإسرائيلية التي تستهدف سوريا في مرحلة انتقالية حساسة، والتي قد تعرض المنطقة لخطر الانزلاق إلى صراعات جديدة.
وأكد الشرع أن الحكومة السورية تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز الأزمة الراهنة، مشيراً إلى التزامها باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وداعياً المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب سوريا واحترام سيادتها ووحدة أراضيها. وأوضح أن سياسة الحكومة تقوم على ركائز أساسية تشمل الدبلوماسية المتوازنة، والاستقرار الأمني، والتنمية الاقتصادية.
وأشار الشرع إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتعزيز الحكم الرشيد، بما في ذلك إجراء انتخابات ممثلي الشعب في المجلس التشريعي، وإعادة هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية، وحصر السلاح بيد الدولة، فضلاً عن إنشاء هيئات وطنية للعدالة الانتقالية والمفقودين.
كما استعرض جهود سوريا في إعادة بناء نفسها واستقطاب الاستثمارات الإقليمية والدولية للمساهمة في إعادة الإعمار، مؤكداً أن البلاد تعمل على تأسيس دولة جديدة تضمن حقوق الجميع دون استثناء.
وتطرق الشرع إلى ما وصفه بانتهاكات النظام السابق ضد الشعب السوري، مشيراً إلى استخدام أبشع أساليب التعذيب والقتل، والبراميل المتفجرة، والأسلحة الكيميائية، والتهجير القسري، واستهداف المدنيين، مؤكداً أن هذه الجرائم أدت إلى مقتل نحو مليون شخص، وهجرة نحو 14 مليوناً، وتدمير ما يقارب مليوني منزل.
وشدد الشرع على أن سوريا تحولت بعد سقوط النظام السابق من بلد يُصدّر الأزمات إلى فرصة لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار للبلاد والمنطقة، مؤكداً تكاتف الشعب السوري في مواجهة محاولات تقسيم البلاد وإثارة النزاعات الطائفية.
وختم الشرع كلمته بالإشارة إلى تشكيل لجان لتقصّي الحقائق، ومنح الأمم المتحدة الحق في التدقيق، معتبراً أن النتائج التي توصلت إليها الأطراف المختلفة كانت متطابقة وشفافة، وأعلن التزامه بمحاكمة كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء. كما وجّه الشكر للدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على دعمها لسوريا.
