صراحة نيوز- ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة أن الجهود الرامية إلى إبرام اتفاق أمني بين سورية وإسرائيل انهارت في اللحظات الأخيرة، بعد إصرار تل أبيب على إدراج مطلب بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء جنوب سورية، وهو ما رفضته دمشق واعتبرته خرقًا لسيادتها.
وبحسب المصادر، اقترب الطرفان خلال الأسابيع الماضية من التوصل إلى تفاهم أولي بعد جولات محادثات في باكو وباريس ولندن بوساطة أميركية، كان من المقرر إعلان نتائجها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
وكانت التسريبات قد أشارت إلى أن الاتفاق يستهدف إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سورية، تشمل السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث اندلعت اشتباكات دامية في يوليو/تموز الماضي وأسفرت عن مقتل مئات من قوات الحكومة السورية والبدو بعد مواجهات مع مقاتلين دروز، تزامنًا مع ضربات إسرائيلية دعمتهم على الأرض.
وأكدت المصادر أن إسرائيل أعادت طرح مطلب “الممر الإنساني” في مرحلة متأخرة من المحادثات، مما أدى إلى تجميد الإعلان عن الاتفاق. ولم ترد وزارات الخارجية الأميركية أو السورية أو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على استفسارات رويترز حول تفاصيل الخلاف.
وكانت الخارجية السورية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تعمل مع واشنطن على صياغة تفاهمات أمنية مع إسرائيل ضمن خريطة طريق مدعومة من الولايات المتحدة والأردن لحل أزمة السويداء وضمان استقرار جنوب سورية.
وتشير تسريبات سابقة إلى أن المقترح السوري ركّز على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها مؤخرًا، وإعادة تفعيل المنطقة العازلة وفق اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ووقف الغارات الجوية والتوغلات البرية الإسرائيلية.
غير أن إسرائيل ـ بحسب المصادر ـ أبدت ترددًا في التخلي عن مكاسبها الميدانية، خاصة بعد توغلها في المنطقة العازلة منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 عقب سقوط نظام بشار الأسد، حيث تقدمت قواتها إلى مسافة 20 كيلومترًا من دمشق، ووسعت عملياتها العسكرية في الجولان وريف دمشق.