صراحة نيوز- أكد المهندس فتحي الجغبير، رئيس غرفة صناعة عمان، أن ارتفاع الصادرات الوطنية بنسبة 8.5% لتبلغ 5.268 مليار دينار، وفقًا لتقرير دائرة الإحصاءات العامة، يعكس مرونة القطاع الصناعي الأردني في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
وأوضح الجغبير أن هذا الأداء الإيجابي تحقق رغم التباطؤ المتوقع للاقتصاد العالمي بنسبة 2.9% خلال 2025 بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، مدفوعًا بتصاعد التوترات التجارية وحروب التعرفة الجمركية.
وأشار إلى أن الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة، والتي تشكل نحو ربع إجمالي الصادرات، تراجعت بنسبة طفيفة بلغت 2.5%، في حين ارتفعت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 22%، خاصة إلى إيطاليا التي سجلت قفزة بنسبة 129%، مدعومة باتفاقية الشراكة الأورو-متوسطية.
وربط الجغبير هذا النمو بنظريات التجارة الاقتصادية، مبينًا أن الميزة النسبية تفسر قوة صادرات الأردن من الفوسفات والأسمدة (+9.5% و+6%)، فيما تدعم نظرية هكشر-أوهلين صادرات الملابس (+4.4%) التي تستفيد من العمالة الوفيرة في المناطق الحرة.
وفي الإطار الإقليمي، وصف الجغبير ارتفاع الصادرات إلى سورية بنسبة 400% وإلى دول منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى بنسبة 13.9% بأنه انعكاس لأهمية الاعتماد المتبادل في استقرار المنطقة، خصوصًا مع تعافي الاقتصاد السوري وإعادة فتح الحدود. كما ارتفعت الصادرات إلى السعودية بنسبة 16.1% والهند بنسبة 23.5%، ما ساعد الأردن على تجاوز التباطؤ الإقليمي المتوقع (2.6% وفق البنك الدولي).
لكن في المقابل، أشار إلى استمرار العجز التجاري الذي ارتفع بنسبة 2.7% ليصل إلى 5.521 مليار دينار، رغم تحسن نسبة تغطية الصادرات للواردات إلى 51%، وهي الأعلى في تاريخ الاقتصاد الأردني.
ولفت إلى أن تراجع واردات النفط (-5.7%) والحبوب (-1.1%) ساعد على السيطرة على التضخم، إلا أن النمو المستدام يتطلب تبني استراتيجيات قائمة على نظرية التجارة الجديدة لبول كروغمان، من خلال الاستثمار في الابتكار والمنتجات عالية القيمة مثل الأدوية (+6.3%) والإلكترونيات.
وختم الجغبير بالتأكيد على أن القطاع الصناعي، الذي يسهم بـ24% من الناتج المحلي الإجمالي، يمثل عماد الاقتصاد الوطني، وأن هذا النمو يفتح آفاقًا واسعة لدعم التوظيف وتعزيز الاحتياطيات الأجنبية، داعيًا إلى تكثيف الشراكات الإقليمية والتوسع في الأسواق الأوروبية والأفريقية بما ينسجم مع الرؤية الاقتصادية للأردن.