صراحة نيوز- بقلم /خليل قطيشات
لا تكن قاتلًا بلسانك و لا تكن جارحًا بحروفك
عندما تتفوه في الحرف قبل الكلمة اعلم أن الحروف والكلمات صدقة، وقبل أن نفلت الحروف من أسر أفواهنا، علينا أن نزنها بميزان العقل والقلب فكم من سوء الفهم تلاش بكلمة وكم من النجاحات تحققت بكلمة . وكم من الطموحات كَبُرَت بكلمة انها بلسما شافيا .
الإيمان بقدرة الكلمة وقوتها الشفائية الهائلة في علاج همومنا، وتبديد أوهامنا .
الكلمة رئة الحياة تُمنَح أو روح تسلب، فالكلمات كلوح الزجاج، قد تفتح جرحاً أعمق من حد السيف ، وقد تكون في الوقت نفسه يداً حانية ترفع قلباً واهناً من قاع الألم. ما أسهل قولها وما أجمل وقعها إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها لأن كلمة واحدة قد تخرج من انسان تسقط إنساناً في هاوية الالم ، وكلمة قد تضيء ليله الطويل بشمعة أمل وضياء.
لذلك كم مره علينا اناس أرهقتهم عبارات قاسية خرجت دون تفكير، وكم من قلب توقف نبضه وهو يحمل صدى كلمة موجعة ظلت تلاحقه في ذاك اليوم وكم تركت من الم
هناك من مات ولم تقتله رصاصة، بل أنهكه حرف جارح لم يجد له دواء، وعلى النقيض، هناك من ولد من جديد بفضل كلمة طيبة جاءت في لحظة انكسار وانهيار، كلمة جبرت خاطره وأعادت لنفسها الإيمان بالحياة. ما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة تخرج من لسان القضاه الى قلب الفضاء لكي نشعر في فن اختيار لأن كلماتنا سهاماً تصيب أو نسائم تعانق الأرواح.
إن انتقاء الكلمات ليس ترفاً لغوياً، بل مهارة بقاء، علينا أن نتعلم فن الحديث بقدر ما نتعلم فن الصمت ، وأن ندرك أن لكل كلمة توقيتاً يناسب تلك الحروف والكلمات، فالكلام في غير أوانه كزهر في غير موسمه، لا يثمر رائحة طيبة . ستبقى الكلمات زهور لا تذبل أوراقها ولا يموت عبيرها اينما خرجت.
ادعوكم قبل النطق بالكلمات أن تفكروا جيداً قبل أن تطلقوا ألسنتكم، تريثوا قبل أن تضعوا حروفكم على قلوب الآخرين، فربما تكونون أنتم سبب الألم، وربما أنتم طوق النجاة.لذلك بجب أن نفكر قبل أن نتحدث مع الآخرين أن ننتقي كلماتناعندما نعاتبهم .. عندما نحبهم ..عندما نتحاور أو نحتج عليهم كلماتنا ملكنا ما لم نقلها