الملاحمه : فقدناك يا مهند العدل .. يا أبا مهند

4 د للقراءة
4 د للقراءة
الملاحمه : فقدناك يا مهند العدل .. يا أبا مهند

صراحة نيوز- كتب عوض الملاحمه
بقلبٍ مُنكسِر ، ومنفطر ، وعين دامعة ، أنعي والحزن يعتصر الفؤاد ابن العم الحبيب القاضي النجيب الأستاذ / سليمان عبدالرحمن سلامه ملحم الملاحمة الطراونة ( أبو مهند ) ، حيث نفذ قضاء ربّ العباد بفقده ، وانتقاله من دار الفناء الى دار البقاء ، بين يدي ربٍّ كريم ، رحيم .

إبن العم الحبيب ، حزننا عليك بلغ مداه اليوم بإنتقالك للرفيق الأعلى . لكن بدايات خوفنا عليك ، وشعورنا بمعاناتك القاسية بدأ منذ حوالي نصف قرنٍ من الزمان . حيث قدّر ربّ العباد ان لا تهنأ بالعيش الرغيد بسبب توالي موجات المرض الشرسة التي فاجأتك وفجعتنا مبكراً وانت في ريعان الشباب .

كم كنت صبوراً ابن العم الحبيب . وكانت عزيمتك تفل الحديد . قهرت مرضك العضال ، وبإرادتك الصلبة كانت ابتسامتك تطغى على ألمك ، بل تقهر معاناتك .

يا لك من رجلٍ جبار على تحمّل الألم . عانيت معاناة متصلة لما يقارب النصف قرن ، ولم تهلع ، ولم تجزع ، ولم تستسلم ، وقهرت المرض وقاومته اكثر من قهره لك .

إن العم ابا مهند انت رجل متفرد ، قوي الشكيمة ، لأنك إحترفت قهر الألم . ها أنت قد غادرتنا وفي القلب غصّة ، وفي العين دمعة ، وغادرت دار الفناء الى دار البقاء لترتاح راحتك الأبدية بين يدي ربٍ عظيم كريم رحيم .

ماذا بوسعي ان أقول يا غالي ؟ لكنني لن أقول الا ما يرضي ربّ العباد يا أبا مهند الحبيب .

إبن العم أبا مهند ، غادرتنا وانت مكلل بالنزاهة ، والإستقامة ، والعفة ، والسمعة العطرة . متضرعاً لرب العباد ان يسكنك فسيح جناته ، وأحسب ان سيرتك المهنية في القضاء تتطابق مع ما جاء في الحديث النبوي الشريف بأنك ستكون القاضي الذي مسكنه ومستقرة جنة الفردوس .

إبن العم ابا مهند ، تعاليت على الأوجاع ، والآلام ، وقهرت المرض ، واستمريت في عطاءك ، وإنجازاتك المُشرِّفة ، المُشرقة ، وتركت سيرة عطرة ، فحواها القاضي العادل . أي مجدٍ هذا ؟ وأي عطاء هذا ؟ وأي صراع هذا ؟ وأي جبروتٍ هذا ؟ وأية عزيمة هذه ؟ وأي فخارٍ هذا ؟

إبن العم أبا مهند ، لقد طاولت عنان السماء سمعة ، وعدلاً ، وتحدياً . يا لك من رجل قاهر للصعاب ، متحدٍ للعقبات ، مُخضعاً الملمات والأزمات . هنيئاً لك بكل ما أنجزت ، لعله يسبقك رصيداً في دار البقاء ، مثلما كان لك رصيداً جزلاً ثرياً في دار الفناء .

إبن العم أبا مهند لتعلم ان فخرنا بنهجك عزاءاً عظيماً لنا بفقدِك .

ابن العم الحبيب ابا مهند راجياً ان أحملك أعز سلام الى حبيب قلبي ، المتربع في فؤادي شقيقك الشيخ جليل القدر المرحوم / سليم ( ابو صالح ) ، وقل له ان طيفه لم يفارق عوض ولو للحظة .

ومع أن مصابنا واحد ، إلا إنني أعزّي نفسي ، كما أعزّي أبناءك الغاليين على قلبي . وأتقدم إلى أبنائك : الدكتور / مهند ، والعقيد / محمد ، والدكتور / شادي . كما إنني أُقدم خالص عزائي الى شقيقك رفيق عمري معالي / عبدالكريم الملاحمة ( ابو فراس ) . متضرعاً للعلي القدير ان يُسكِن أبا مهند جنان الخلد . وإنا لله وإنا اليه راجعون .

Share This Article