إحذروا تفجيرات صهيونية .. في مدنٍ غربية

7 د للقراءة
7 د للقراءة
إحذروا تفجيرات صهيونية .. في مدنٍ غربية

صراحة نيوز- بقلم / عوض ضيف الله الملاحمة

العدو في ضيق . العدو في ضياع . العدو في حالة تشتت غير مسبوقة . العدو يخسر الكثير . وبدل ان يرعوي ، يتشدد ، ويتزمت ، ويتهور .

لو قيل لي ، قبل ثلاثة أعوام مثلاً ، ان شوارع مدن دول الغرب بأكملها ستنتفض تضامناً مع القضية الفلسطينية في يومِ ما ، لرددت وقلت : ما أشطرنا نحن العرب في الشطحات والخيال غير المنطقي وغير العقلاني الذي لا يمت للواقع بصلة ، ولقلت اننا معشر العرب نعشق العيش في الميتافيزيقيا ، أي ما وراء الطبيعة والمنطق .

يا ناس ، شوارع مدن الغرب تشهد مظاهرات حاشدة عظيمة يومياً ، تكاد تصل الأعداد الى مظاهرات مليونية في معظمها . والجماهير الحاشدة الغاضبة التي ترفع عشرات ألوف الأعلام الفلسطينية تضغط بشدة على حكوماتها . وإنقلب المشهد من العداء المطلق للقضية الفلسطينية ، وتصديق الرواية الصهيونية ، الى التأييد الجارف والحازم للقضية ، ومعاداة الرواية الصهيونية ، والنظر الى الكيان الصهيوني بواقعه الفعلي بعد إنقشاع الغمامة التي كانت تحجب الرؤية الصحيحة والواقعية الحقيقية لهذا الكيان الغاصب . فأصبحوا يرونه كياناً مصطنعاً . وقادته يحترفون قتل الأطفال والنساء والشيوخ .

كما يراقب العدو تغير مواقف عدد من الإعلاميين ، والسياسيين ، والمؤثرين على وسائل التواصل الإجتماعي ، في محاولات لإعادة إستقطابهم . لكن يبدو ان الكيان قد فشل في ذلك فشلاً ذريعاً . فمثلاً عندما غيّر الإعلامي البريطاني الشهير / بيرس مورغان ، الذي كان مدافعاً شرساً ومتعصباً جداً للصهاينة . حاول العدو ثنيه عن موقفه ، ومنعه من الإنقلاب الى موقع المدافع عن القضية الفلسطينية ، تارة بالترغيب ، وتارة اخرى بالترهيب ، حتى وصلوا الى تهديده تهديداً خطيراً ، لكنه لم يستجب ، وأصرّ على موقفه . أما الناشط الأمريكي الشهير / تشارلي كيرك ، فمبجرد ان بدأت مؤشرات انقلابه على الصهاينة وتأييده للقضية الفلسطينية ، فقد عاجلوه بالإغتيال فوراً ، حيث اغلب المؤشرات تشير الى تورط الكيان الصهيوني بقتله ، لكن من المؤكد ان الحقيقة لن تظهر للعلن ، بأوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

يبعث هذا التغير الإيجابي لصالح القضية الفلسطينية على الفرح ، الا ان هذا الفرح يجب ان يختلط بالحذر والتنبه الشديد . لأن العدو لن يسكت أبداً على خسارته للتأييد الغربي الجارف طيلة اكثر من سبعة عقود ، كان يحظى فيها بتأييد مطلق ، ودعم غير محدود . وكانت الصهيونية تعيش أحلى حالاتها ، ولم تتوقع تغيراً ولو بسيطاً في هذا التأييد .

وعليه ، فإنني متأكد بأن العدو الصهيوني لن يقف صامتاً ، سلبياً تجاه ما يحدث ، دون ان يقوم بفعلٍ يتساوى مع خسارتهم خاصة وان خسارتهم كبيرة بل مدمرة .

لذلك فإنني لا أستبعد ، بل أتوقع ان يذهب العدو الى القيام بتفجيرات دموية في مدنٍ غربية ، بأيادٍ صهيونية . نعم ليس مستبعداً ان يقوم العدو الصهيوني بعدة تفجيرات دامية ومروعة في العديد من العواصم الغربية ، وان يمهدوا لإظهار أدلة وإثباتات زائفة على ان من قام بتلك التفجيرات الدموية هم من الفلسطينيين او العرب او المسلمين . ولا أستبعد ان يتم إستهداف المظاهرات والمسيرات نفسها ، ليكون الدليل أقوى وأقسى دموية ، إضافة الى ترهيب الناس وإخافتهم من المشاركة فيها . واعتقد انهم سينجحون في ذلك ، لأن حكومات تلك الدول وأنظمتها ستقوم بفبركة الأدلة وتلبيس التهم للفلسطينيين او العرب او المسلمين ، ليعيدوا للأذهان اننا شعوباً إرهابية .

الخبث ، والغدر ، وتزييف الواقع ، وتغييب الحقائق هو من إحتراف الصهيونية وغالبية أنظمة الغرب الرسمية ، التي زيفت التاريخ ، وهيأت كل الظروف لخلق كيان مسخ ، مصطنع ، وإحلال لمم ، أحضروهم من كل أصقاع العالم ، محلّ شعب يعيش على ارضه ، وتحت سمائه لقرونٍ طويلة من الزمن ، والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى .

لا أدري كيف يمكن وضع آلية لتوعية من يؤيدون القضية الفلسطينية وينحازون للحق بإنحيازهم لها . لكنني أعتقد انه يمكن نشر توعية من هذا الخطر ، وإيصال إحتمال حدوثه بتنبيه القائمين على هذه النشاطات الحضارية صادقة النهج .

التغير كبير ، وعام ، وجارف ، وأصبح نهجاً عالمياً . وبقدر اهميته تكمن خطورة إستهدافه لمحاولة تشويهه وحرفه عن مساره .

كل ما يحدث من تغيير في الموقف الدولي هو تعرية وكشف للموقف الصهيوني .حتى المطاعم أصبحت تلعب دوراً مثل طرد السياسيين والمتضامنين مع العدو حتى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب تعرض لهجوم لفظي ومضايقات من مؤيدين للقضية الفلسطينية اكثر من مرة . كما ان العديد من المطاعم في عدة دول اوروبية رفضوا خدمة او استضافة من يؤيدون العدو الصهيوني .

يمكن توعية المتظاهرين عن طريق نشر رسائل توعية وتحذير مما يُخشى ان يقدِم عليه العدو . وذلك بجهود من محترفي وسائل التواصل الإجتماعي ، لتتم توعية تلك الجماهير وتنبيههم وتحذيرهم لأخذ الحيطة والحذر .

علينا ان لا يغيب عن بالنا ان الحكومات الغربية لا تزال متماهية مع مواقف العدو وسوف تتستر على اية عملية إجرامية لحرف المسار الشعبي عن تأييد القضية الفلسطينية . واليكم الدليل الأكيد على ان حكومات الغرب لا زالت في خانة الصهيونية العالمية ، وضد توجهات وقناعات شعوبها . والدليل ما قاله رئيس الوزراء البريطاني/ كير ستارمر مخاطباً / نتنياهو بما يلي : (( إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يشكل خطراً على الكيان ، بل هو في مصلحته العليا ، لانه في كل الأحوال ستكون الدولة الفلسطينية دولة شكلية وافتراضية ، وثمنها جلب كل العرب للتطبيع مع اسرائيل )) .

الم تلاحظوا ان قاعة الامم المتحدة قد اصبحت شبه فارغة عندما خرجت الوفود عند القاء نتنياهو خطابة ؟

بالنسبة للعدو الصهيوني ، كل هذا ربما يستدعي فعلاً خطيراً من الكيان الصهيوني لوضع حدّ للخسائر الصهيونية . وأكاد أجزم انه سيكون فعلاً شيطانياً ، إجرامياً ، دموياً يوقف الزخم الجماهيري الكبير الداعم للقضية الفلسطينية ، والمعادي للصهيونية العالمية . آمل ان لا يكون تخوفي هذا حقيقياً ، وان لا يحدث اي مكروه يعكر صفو هذه الصحوة العالمية ، لكن هواجسي تميل الى توقع حدوث حدثٍ إرهابي صهيوني دمري عظيم . اللهم إني بلّغت ، اللهم فأشهد .

Share This Article