صراحة نيوز -كشفت ست نساء من قطاع غزة، الثلاثاء، لوكالة أسوشيتد برس، عن حالات استغلال جنسي تورط فيها بعض الرجال الفلسطينيين، مستخدمين المساعدات الإنسانية كوسيلة للضغط على النساء لإجبارهن على علاقات جنسية، وهو ما يعرف إعلاميًا بـ”الجنس مقابل المساعدات”.
وقالت النساء، اللواتي فضلن البقاء مجهولات الهوية خشية الانتقام، إن بعض الرجال مرتبطين بمنظمات مساعدات، بينها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأفادت إحدى النساء، أرملة تبلغ من العمر 35 عامًا، بأنها تعرضت لمضايقات من موظف أثناء تلقيها مساعدات، حيث تطورت المحادثات إلى أسئلة شخصية حول حياتها الخاصة، ووُجّهت لها طلبات جنسية مقابل استمرار حصولها على المساعدات، وهو ما رفضته، مؤكدة أنها لم تتلق أي دعم لاحق.
من جانبها، شددت مديرة الاتصالات في الأونروا، جولييت توما، على أن الوكالة تعتمد سياسة عدم التسامح مطلقًا مع التحرش الجنسي، ولا تتطلب إثباتًا للشكاوى، رغم أن بعض الشكاوى في غزة واجهت صعوبات إجرائية للتحقق منها.
وقالت هيذر بار، المديرة المساعدة لقسم حقوق المرأة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الأزمة الإنسانية في غزة تجعل النساء والفتيات أكثر عرضة للعنف والاستغلال الجنسي، مشيرة إلى أن الوضع الحالي لا يُوصف من حيث المخاطر التي يواجهها المدنيون، وخاصة النساء.
وأشار تقرير آخر صادر عن مجموعة الحماية العالمية في 2024 إلى وجود حالات اعتداء واستغلال وإساءة جنسية من قبل بعض العاملين في الإغاثة، بما يشمل الاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر والدعارة القسرية.
وأوضحت أمل صيام، مديرة مركز شؤون المرأة، أن الحصار الإسرائيلي والقيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة أجبرت النساء أحيانًا على الرضوخ لممارسات الاستغلال هذه، مؤكدة أن التركيز الأكبر يجب أن يكون على الانتهاكات والاعتداءات التي ترتكبها إسرائيل، في ظل استمرار الوضع الإنساني الحرج.
ويأتي هذا الكشف في وقت يزداد فيه الضغط على النساء في غزة، حيث يواجهن تهديدات مزدوجة: الانتهاكات المباشرة من بعض العاملين في الإغاثة، والوضع الإنساني المتردي نتيجة الحصار المستمر.