صراحة نيوز- شهد البرنامج الثقافي لمعرض عمّان الدولي للكتاب بدورته الـ24 ندوة بعنوان “الرقيب الذاتي في الكتابة الإبداعية”، عُقدت مساء أمس الأربعاء في المركز الدولي للمعارض بمكة مول، بمشاركة الروائي المصري محمد سمير ندا، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عن روايته “صلاة القلق”، والقاص والمترجم الدكتور باسم الزعبي، والقاص جمعة شنب، وأدارتها الناقدة الدكتورة صبحة علقم.
وتناول المشاركون جدلية الرقابة الذاتية في الإبداع الأدبي: هل هي عائق يقيد حرية الكاتب ويعطل إنتاجه، أم ضمير داخلي يوجهه نحو التجويد والابتكار؟
الروائي ندا شدد على أن العملية الإبداعية تستلزم ضميراً يقظاً، وأن الرقابة الذاتية يمكن أن تكون إما معطلة أو محفزة، تبعاً للحدود التي يضعها الكاتب لنفسه، معتبراً أن الخوف لا يمكن أن يكون منبعاً للإبداع.
أما الدكتور الزعبي، فقدم وجهة نظر ترى أن الرقابة ليست دائماً سلبية، مشيراً إلى أن الرقابة الخارجية قد تدفع إلى نشوء الرقابة الذاتية وتطوير الأساليب الرمزية في الأدب، كما حدث في التجربة الروسية. وحذّر من غياب الرقيب الداخلي والخارجي معاً لما قد يترتب عليه من انحدار في مستوى الأعمال الأدبية.
القاص جمعة شنب تحدث عن تجربته الممتدة لأكثر من أربعة عقود مع “الرقيب الذاتي”، معتبراً أنه ضمير الكاتب وحارسه، لا سيما في ظل الرقابة المجتمعية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أضافت بُعداً جديداً لتأثير الرقيب. وأكد أن وجود هذا الرقيب ليس شراً مطلقاً، بل قد يكون ضامناً لرسالة الأدب وانحيازه للمهمشين.
بدورها، أكدت الناقدة علقم أن الرقيب الداخلي حاضر بقوة لدى المبدعين، معتبرة أنه نتاج ثقافي واجتماعي وسياسي، مشددة في الوقت نفسه على أن الإبداع لا يكتمل إلا بحرية الكاتب وقدرته على التحليق بعيداً عن القيود.