ندوة تستنطق أثر المكان في الرواية العربية

4 د للقراءة
4 د للقراءة
ندوة تستنطق أثر المكان في الرواية العربية

صراحة نيوز- استنطقت ندوة عقدت مساء أمس الجمعة، في المركز الدولي للمعارض، بعنوان “أثر المكان في الرواية العربية وحضوره” بوصفه أحد ركائزها البارزة، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب بدورته الـ24.
وشارك في الندوة الروائية والناقدة التشكيلية رجاء بكرية من فلسطين، والروائي مجدي دعيبس، والروائي الدكتور محمد عبد الكريم الزيود، وأدارها الكاتب الدكتور طه درويش.
واستهل الندوة الروائي دعيبس الذي عرف المكان بأنه “ملح الرواية”، مشيرا إلى أن الجرعة المناسبة لحضور المكان يدركها الكاتب “بفطرته وتشتد مع الخبرة والمران”، مشددا على أن أثر المكان ليس مجرد فواصل مكانية لبطء الإيقاع، بل هو اندماج المكان مع الحدث والزمن والشخصية في عضوية متجانسة ومتناسقة.
واستعرض محاور أثر المكان في روايته “حكايات الدرج” التي تدور في جبل الأشرفية وحي الأرمن، حيث تتدخل جغرافيا المكان والبيوت المتراكمة والأزقة الضيقة في تشكيل علاقات الناس، معتبرا أن المكان قد يكون “مصدر كل الحكايات”.
وفي رواية “قلعة الدروس”، يظهر المكان في صورتين متضادتين هما “الحنين إلى المكان الأول” و”الأمان والحياة الجديدة والأمل في المكان الثاني” (قلعة الأزرق).
واستشهد دعيبس بروايته “أجراس القبار”، حيث اكتشف من خلال البحث عن مخطط لمدينة فيلادلفيا (عمان) وجود درج روماني مفقود بين المدرج ومعبد هرقل.
وأكد أن معرفة ملامح عمان الرومانية تزيد من “وعينا بالتاريخ” وتجعلنا ندرك أننا “جزء من حراك إنساني حضاري ثقافي”.
وأشار إلى أن الكتابة عن “المكان الأول” (مسقط الرأس) بشيء من “الحب” و”الحنين” ينعكس على الورق ويخلق ألفة مع النص. كما أكد أهمية صدقية النص، مشيرا إلى أنه استعان بكتاب الدكتور جوني منصور “حيفا: الكلمة التي صارت مدينة” للحفاظ على دقة الأوصاف المكانية في رواية “السيح” التي وصل سردها إلى حيفا في عشرينيات القرن الماضي.
من جهته، تحدث الروائي الزيود عن تجربته في رواية “فاطمة” التي تتناول مدينة القدس على الرغم من عدم زيارته لها، لكنه اعتمد على الخرائط وقراءة كتابات معن أبو نوار، وتناول معركة كتيبة الحسين الثاني في تل الذخيرة والشيخ جراح، ملاحظا أن العسكر هم أكثر من يرتبطون بالتراب.
وأكد أن رواية “إسعيدة”، وهي اسم قرية أردنية تحولت إلى مدينة الهاشمية، تعبر عن “التحولات الاجتماعية والاقتصادية في الأردن” وكيف تم الاستيلاء على هذه القرية بوجود الشركات الكبرى.
وحول خصوصية المكان الأردني، نوه بأن المكان الأردني، بـ “الوديان والسهول والصحاري”، يختلف عن المجتمعات البحرية، مستحضرا روايات تناولت هذه الصفات مثل “مدن الملح” لعبد الرحمن منيف.
من جهتها، أكدت الروائية الفلسطينية بكرية، أن المكان الفلسطيني، خاصة بالنسبة لفلسطينيي الداخل (فلسطين 48)، لا يليق به سوى تسمية واحدة هي “الحنين”، واصفة المكان بأنه “ظاهرة نفسية”، وأن الشعب الفلسطيني قد يكون الوحيد الذي “يستنسخ من مدنه مكعبات من “الشوكولا” ويأخذها معه”.
واستعرضت تجربتها وصراعها مع القصة والرواية في الأدب الإسرائيلي الذي يتناول المكان الفلسطيني، مؤكدة أن المكان يملك “طاقة عجيبة في كتابة التاريخ وإشهاره في اللحظات الدامية”، وأن “مرونته تضج ذهبا كسوق القيسارية في غزة”.
وكان الكاتب درويش أشار في مستهل الندوة، إلى أن موضوع أثر المكان في الرواية يستدعي من الذاكرة كتاب “جماليات المكان” للفيلسوف جاستون باشلار. وأوضح أن المكان عند باشلار هو “ظاهرة نفسية وليس بناء فيزيائيا”، ويتجسد هذا التصور في فكرة “البيت”.

Share This Article