صراحة نيوز- وسط التفاعلات المتسارعة مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، ساد ارتباك واسع على المستوى السياسي والإعلامي الإسرائيلي. فبينما بدا ترامب وكأن حركة حماس وافقت بالكامل على المقترح، كشفت وسائل الإعلام العبرية أن الواقع مختلف، وأن ما صدر عن حماس يمثل محاولة فلسطينية لفتح باب تفاوض جديد حول البنود الخلافية.
المراسل العسكري لموقع واللا، أمير بحبوط، وصف المشهد بأن ترامب “يحتفل وكأن حماس وافقت 100%”، مؤكداً أن هذا ليس الواقع. وأشار مراسل القناة 14 إلى أن ترامب وقع في “فخ بيان حماس”، بعدما دعا إسرائيل علناً إلى وقف الهجمات في غزة، ما أظهر الولايات المتحدة وكأنها تتبنى رواية حماس للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
في السياق نفسه، أكد المراسل السياسي لإذاعة جيش الاحتلال أن واشنطن كسرت قاعدة “عدم التفاوض تحت النار”، فيما ركزت مراسلة القناة 12، دافنا ليل، على أن الأهم هو مطالبة ترامب إسرائيل بوقف إطلاق النار لحين انتهاء المفاوضات، وهي خطوة كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشاها طوال الأشهر الماضية.
وانعكس الغضب أيضاً في تغطيات إعلامية أخرى، حيث وصف مراسل القناة 11 الردّ الفلسطيني بأنه “انتصار لعائلة آل ثاني المجرمة” في إشارة إلى الدعم القطري، فيما نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو فوجئ من إعلان ترامب، واعتبر أن رد حماس ليس موافقة، ما دفعه لتنسيق الموقف مع البيت الأبيض لتفادي إعطاء الانطباع بخلاف ذلك.
وأشار المراسل سليمان مسودة من قناة “كان” إلى أن حماس لم تمنح موافقة، بل طالبت بالتفاوض على قضايا جوهرية مثل الأسرى والسلطة البديلة في غزة، ورفضت التخلي عن سلاحها، ما أجبر ترامب على وقف القتال مؤقتاً لإتاحة المفاوضات، ليحقق الدول العربية نصرًا تكتيكيًا بعد تعديلات نتنياهو على الخطة، وتصبح المبادرة الأمريكية في حالة تغيير جذري.
من جهته، اعتبر مراسل القناة 13، حيزي سيمنتوف، أن حماس خرجت الرابحة، بينما شدد المحلل العسكري يوسي يهوشواع على أن الجيش الإسرائيلي بات في وضعية دفاعية بعد تدخل ترامب، مؤكداً إصدار رئيس الأركان أوامر بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الإفراج عن الأسرى.
وبينما يزداد الارتباك الإسرائيلي، يظهر المشهد بوضوح في جانب آخر: حماس نجحت في تحويل الخطة الأمريكية إلى منصة تفاوض جديدة من موقع قوة، فيما يجد نتنياهو نفسه محاصراً بين ضغوط ترامب ومطالب الداخل الإسرائيلي، في وقت تبدو فيه إسرائيل عاجزة عن صياغة موقف حاسم يوازي خطورة اللحظة السياسية والعسكرية الراهنة.