صراحة نيوز – رعت سمو الأميرة ريم علي، عضو مجلس مفوضية الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، مساء أمس الجمعة بمقر الهيئة، حفل انطلاق عروض “أيام فيلم جنوب أفريقيا”، بحضور سفيرة جمهورية جنوب أفريقيا في الأردن، تسيلاني موكوينا.
وعبرت سمو الأميرة ريم في كلمتها في الحفل عن سعادتها بأن تفتتح رسميا أيام الفيلم الجنوب أفريقي كجزء من أسبوع التراث الذي تحتفل به سفارة جنوب أفريقيا في الأردن، منوهة سموها بتقديرها للثقافة الجنوب أفريقية.
وأعربت سموها في كلمتها عن الامتنان لجمهورية جنوب أفريقيا في مواقفها المشرفة والشجاعة أخلاقيا وسياسيا وقانونيا منذ بداية الحرب على غزة، لافتة إلى أن جنوب أفريقيا، التي تكبدت وطأة الاستعمار مثل العديد من البلدان الأخرى، كانت تقليديا متعاطفة مع القضية الفلسطينية ودائما ما دعمت الكفاح العادل للفلسطينيين، وأقامت علاقات مع دولة فلسطين منذ 30 عاما.
ونوهت سموها بدعم جنوب أفريقيا الثابت للقضية الفلسطينية، ورفضها ما يجري من حرب عليها وإبادة جماعية، لافتة إلى أن هذا الدعم ترجم إلى إجراءات قانونية تاريخية ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية.
كما نوهت سموها بالدعم والتعاطف على المستوى الشعبي في جنوب أفريقيا، والذي جرى التعبير عنه من خلال المسيرات الحاشدة للمطالبة بإنهاء الحرب والإبادة الجماعية في غزة.
وبينت سموها أن السينما والثقافة بشكل عام لا يمكن فصلهما عن بيئتهما، فهي تتشكل بهوية مبدعيها، موضحة أن الثقافة مثل التاريخ متعددة الطبقات وديناميكية الحركة، فهي لا تنشأ من فراغ، بل هي متجذرة بعمق في قصة الشعوب.
وفي هذا الإطار، قالت سمو الأميرة ريم إن ثقافة جنوب أفريقيا ولدت من ماضيها، سواء الأصلي أو الاستعماري، وهي ثقافة تأثرت إلى حد كبير بسنوات الفصل العنصري، ونتيجة لذلك، تروي قصص الصمود والصدمات والأمل، كما أن ثقافتها تتميز بالتنوع، مشيرة إلى الفيلم الجنوب أفريقي الروائي الطويل “تسوتي”، الذي فاز بجائزة الأوسكار عام 2005، وكان نجم الفيلم بريزلي تشوينياجاي، الذي توفي أخيرا، ضيف مهرجان عمان الدولي للأفلام في دورته العام الماضي.
من جهتها، عبرت السفيرة “موكوينا” عن التقدير لسمو الأميرة ريم علي لرعايتها حفل انطلاق عروض أيام السينما الجنوب أفريقية، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تتزامن مع مرور 30 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.
وأعربت عن أملها في أن تكون عروض “أيام الفيلم الجنوب أفريقي” بداية تعاون مستمر مع الهيئة، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تأتي بالتزامن مع فعاليات احتفالات السفارة بشهر التراث الجنوب أفريقي الذي يمتاز بتنوعه الثقافي.
وأشادت في كلمتها بخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الأخير في الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية وما يجري في غزة، واصفة إياه بالخطاب “العميق”، مشيرة إلى ما يجري في غزة من دمار وإبادة جماعية.
كما عبرت عن شكرها للهيئة لتعاونها مع السفارة ومشاركتها في تنظيم أيام الفيلم الجنوب أفريقي، لافتة إلى اتفاقية الإنتاج المشترك للأفلام بين جنوب أفريقيا والأردن، التي يجري العمل على إتمامها لإيجاد تعاون أوثق في صناعات السينما بين البلدين الصديقين.
وكشفت عن أن المفاوضات بشأن اتفاقية التعاون الثقافي والصناعات الإبداعية بين البلدين وصلت إلى مرحلة متقدمة، وستضع هذه الاتفاقية إطارا للتعاون بينهما، بما في ذلك مجالات مثل الفنون البصرية.
واستعرضت التأثيرات الإيجابية على الاقتصاد الجنوب أفريقي الذي يأتي من صناعة السينما، مشيرة إلى أن هذه الصناعة تسهم بنحو 3.5 مليار راند جنوب أفريقي (نحو 203 ملايين دولار)، كما توفر نحو 25175 وظيفة دائمة وتدعم نحو 2500 مزود خدمات.
وبينت أن جنوب أفريقيا تمتلك استوديوهات سينمائية حديثة في مدن كيب تاون وجوهانسبرغ ودوربان، مشيرة إلى أن هذه الاستوديوهات استضافت عدة أفلام هوليوودية ضخمة مثل “الماس الدموي” و”تومب رايدر” و”المنطقة 9″ و”إنفيكتوس” و”دريد” و”مانديلا: الطريق الطويل للحرية” و”ماد ماكس: غضب”، وغيرها.
وأكدت أن سفارة بلادها في عمان تسعى لإقامة روابط وعلاقات بين المؤسسة الوطنية للفيلم والفيديو في جنوب أفريقيا والهيئة الملكية الأردنية للأفلام بهدف زيادة إنتاج الأفلام والمساهمة بشكل ملموس في الناتج المحلي الإجمالي والنمو الاقتصادي المستدام، مشيرة إلى أن منتجة الأفلام الجنوب أفريقية موروبا نكاوس، الموجودة حاليا في عمان، ستقدم بالتعاون مع الهيئة ورشة تدريبية لصناع الأفلام الأردنيين.
وفي ختام كلمتها في حفل انطلاق العروض، الذي حضره عدد من أعضاء البعثات الأجنبية في الأردن ومعنيون، استعرضت أفلام “الأيام” التي سيتم عرضها للجمهور الأردني، تلا ذلك العرض الافتتاحي لـ عروض “أيام فيلم جنوب أفريقيا” بالفيلم الكوميدي الجنوب أفريقي “رجال المظلة: الهروب من جزيرة روبن”، من إخراج جون باركر.