صراحة نيوز-بقلم / حاتم الكسواني
تدل كل تصريحات نتنياهو أثناء المفاوضات الجارية في شرم الشيخ لوقف إطلاق النار و إنهاء حالة الحرب على غزة التي تؤكد عزمه على إستمرار الحرب و تحقيق أهدافها بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى … تدل على مخاوف نتنياهو من نتائجها. إذ لا حجة لنتنياهو بعد ذلك للإستمرار في حربه التي تنذر بتصاعد إتخاذ دول العالم لإجراءات عقابية أكثر تشددا و عزلا لإسرائيل الأمر الذي يهدد الاعيب نتنياهو بتمديد اجل الحرب لتحقيق مصلحته الشخصية بالبقاء على سدة الحكم في إسرائيل وحماية نفسه من المحاكمة امام القضاء الإسرائيلي كفاسد ومرتشي ومستغل لمنصبه ، وأمام محكمة العدل الدولية كمجرم حرب .
ومن جانب آخر يبدو إن الفريق الدولي بقيادة توني بلير وكوشنير الذي صاغ مبادرة ترامب للسلام ما عاد يهتم بمستقبل نتنياهو بقدر إهتمامه بتحقيق أهداف المبادرة المؤامرة التي تأتي ضمن توجه القوى الإستعمارية الدولية في فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني ومصادرة احلامه في التحرر وتقرير المصير و السيطرة على قطاع غزة ومقدراته وموقعه الإستراتيجي .
ويبدو ان حركة حماس اليوم عالقة بين وقف الإبادة لفلسطينيي غزة والقدرة على التصرف بإفشال المؤامرة واضحة المعالم والأهداف. وهو امر يحتاج إلى إستراتيجية مبدعة للفوز بالهدفين والخروج بأقل الخسائر جراء تصديها لهما .
الحقيقة أننا نعجز عن تصور رؤية حماس في هذا المجال وقدرتها على إقناع القادة العرب والمسلمين الذين وافقوا على هذه المبادر ة الترامبية على مساعدتها في رسم ملامح النهج الذي يتوجب إتباعه في حل هذه المعضلة المعقدة التي تحتاج إلى إستراتيجية سياسية ودبلوماسية في تفكيك جوانبها التي تشكل خطرا جسيما على مستقبل القضية الفلسطينية الذي تضيع فيه احلام تأسيس الدولة الفلسطينية في ظل إدارة دولية للقطاع مشكلة من عناصر أمريكية واوروبية وإسرائيلية بهوية أمريكية يغيب عنها أي تمثيل فلسطيني أو عربي فاعل يملك أية مواقع وازنة أو صلاحيات .
نضع يدنا على قلبنا تخوفا على ما وصل إليه حال العرب والمسلمين من عدم القدرة على المناورة والفعالية والتأثير .. والإستسلام لإرادة اعدائهم بشكل يؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني وبلاده تحت سمعهم وبصرهم … ونرجو أن نكون مخطئين في تصوراتنا بالقدر الذي نرجو فيه أن ينقذنا رفض الشارع العالمي لتمكين شياطين العصر الحديث من تجاوز فعل إبادة الشعب الفلسطيني والسطو على أرضه التاريخية ومستقبل أجياله .