رسالة الى الحكومة ماذا بعد وفاة شاب متأثرا في السعار

3 د للقراءة
3 د للقراءة
رسالة الى الحكومة ماذا بعد وفاة شاب متأثرا في السعار

صراحة نيوز- بقلم / المحامي حسام العجوري

في السنوات الأخيرة، أصبحت الكلاب الضالة مشهداً مألوفاً في شوارع المدن الأردنية، خاصة في الأحياء السكنية والقرى القريبة من المدن. هذا الانتشار غير المنضبط تحول من ظاهرة اجتماعية مزعجة إلى تهديد صحي وأمني خطير، بعد تكرار حوادث مهاجمة الأطفال والمواطنين، ووفاة أحد المواطنين مؤخراً نتيجة إصابته بمرض السُّعار.

كما نشاهد في كثير من مناطق المملكة قطعاناً من الكلاب الضالة تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً، خصوصاً في أطراف المدن والمناطق الزراعية. هذه الكلاب تتكاثر بسرعة لعدم وجود برامج حكومية فعالة للحد من توالدها أو لحماية السكان من أخطارها.
ويكفي أن نعلم أن الأنثى الواحدة يمكن أن تلد 6 إلى 10 جراء مرتين في السنة، ما يعني أن عددها يتضاعف خلال فترة قصيرة جداً.

وفي حادث مأساوي حديث، توفي مواطن أردني بعد إصابته بمرض السعار (داء الكلب)، نتيجة عضة من كلب ضال في إحدى المناطق. هذا المرض من أخطر الأمراض الفيروسية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وغالباً ما تكون النتيجة قاتلة إذا لم يُعالج المريض فوراً بعد الإصابة.
السعار لا ينتقل فقط من العضة المباشرة، بل أحياناً من اللعاب الملوث الذي يلامس الجروح أو الأغشية المخاطية، مما يجعل الخطر مضاعفاً في الأماكن التي تنتشر فيها الكلاب الضالة بكثرة.

أن الأكثر عرضة لهذه الهجمات هم الأطفال وكبار السن، فهؤلاء لا يملكون القدرة على الدفاع عن أنفسهم أو الهروب بسرعة.
وقد تكررت في الأسابيع الأخيرة شكاوى من أولياء أمور حول مهاجمة الكلاب لأطفالهم في طريق المدرسة أو أثناء اللعب، ما تسبب في حالات خوف وذعر بين الأهالي. هذه الحوادث لم تعد استثناءً بل أصبحت ظاهرة يومية في بعض المناطق، تستوجب تحركاً فورياً من البلديات والجهات المعنية.

كمان أن خطر الكلاب ليس مجرد العض فالكلاب الضالة تعتبر مستودعاً للعديد من الطفيليات والبكتيريا والفيروسات.
من أبرز الأمراض التي يمكن أن تنقلها:

السُّعار (داء الكلب).

الليشمانيا الجلدية (تنقلها الحشرات التي تعيش على الكلاب).

الدودة الشريطية والديدان المعوية.

التهابات جلدية وفطرية معدية.

البراغيث والقراد التي تنتقل بسهولة إلى المنازل وتسبب أمراضاً للحيوانات الأليفة والبشر على حد سواء.

خطر بيئي وصحي متكامل

تجول الكلاب في مكبات النفايات وأطراف الأسواق يجعلها ناقلاً بيئياً للأوساخ والجراثيم. كما أن نباحها الليلي، وهجومها على المارة أو الحيوانات المنزلية، يسبب إزعاجاً وتوتراً دائماً للسكان.
وفي بعض الحالات، تتسبب الكلاب في حوادث سير نتيجة اندفاعها المفاجئ أمام المركبات.

وفي الختام إن خطر الكلاب الضالة في المدن الأردنية لم يعد قضية ثانوية، بل أزمة صحية وأمنية تستدعي التدخل العاجل. فكل يوم يتأخر فيه التعامل الجاد مع هذه المشكلة هو يوم يُعرّض فيه طفل أو مواطن لخطر الإصابة أو الموت.
الوقاية تبدأ من الوعي، وتنتهي بقرار حازم يحمي الإنسان ويحافظ على التوازن البيئي في آن واحد .

المحامي حسام العجوري

Share This Article