بكتيريا الأمعاء تتحدى الفضاء… تهديد أم فرصة لرواد الفضاء؟

2 د للقراءة
2 د للقراءة
بكتيريا الأمعاء تتحدى الفضاء… تهديد أم فرصة لرواد الفضاء؟

صراحة نيوز- كشفت دراسة علمية حديثة أن بكتيريا الأمعاء البشرية الأساسية لصحة الإنسان تمتلك قدرة مذهلة على تحمل ظروف رحلات الفضاء القاسية.

وأظهرت الدراسة الأسترالية قدرة غير متوقعة لبكتيريا Bacillus subtilis على الصمود أمام أقسى مراحل الرحلة الفضائية، بما في ذلك الإطلاق والعودة عبر الغلاف الجوي للأرض، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تأثير الفضاء على صحة الإنسان واستكشافه.

في تجربة فريدة، أطلق الباحثون الأستراليون أبواغ هذه البكتيريا، التي تعيش بشكل طبيعي في الأمعاء البشرية، إلى حافة الفضاء على متن صاروخ استطلاعي بلغ ارتفاعه 260 كيلومترًا فوق سطح الأرض.

وخلال الرحلة، تعرضت البكتيريا لظروف قاسية للغاية، بدءًا من التسارع الذي بلغ 13 ضعف جاذبية الأرض أثناء الإطلاق، مرورًا بانعدام الوزن لمدة ست دقائق، ووصولًا إلى قوى الكبح الهائلة التي تجاوزت 30 ضعف الجاذبية الأرضية أثناء العودة، إضافة إلى دوران بمعدل 220 دورة في الثانية.

وبعد العودة وفحص العينات، اكتشف الباحثون أن البكتيريا حافظت على هيكلها الخلوي سليماً تمامًا دون أي تأثير على قدرتها على النمو، مما يشير إلى قوة تحملها الاستثنائية.

وتكتسب هذه النتائج أهمية كبيرة لصحة رواد الفضاء في البعثات طويلة الأمد، مثل الرحلات إلى المريخ، حيث يعتمد التوازن الصحي للجسم على استقرار البيئة البكتيرية في الأمعاء.

من ناحية أخرى، تثير النتائج تحذيرات علمية بشأن إمكانية تلويث الكواكب الأخرى بالبكتيريا الأرضية، خصوصًا مع استعداد وكالات الفضاء لإرسال بعثات مأهولة إلى المريخ، إذ قد تجد بعض البكتيريا الأرضية في التربة المريخية بيئة مناسبة للعيش، ما يعرقل البحث عن حياة مريخية أصلية ويشكل خطرًا محتملاً على صحة رواد الفضاء.

وتؤكد الدراسة على ضرورة تطوير بروتوكولات صارمة لحماية النظم البيئية للكواكب الأخرى، مع ضمان صحة رواد الفضاء ونجاح المهام الاستكشافية المستقبلية.

Share This Article